نساء عدن يصرخن ولا مجيب !!!

2017-11-29 12:55

 

في الأسبوع الماضي نشر موقع "شبوة برس" مشاهد مؤلمة لامرأتين من عدن كالتالي :

الحالة الأولى : لامرأة تعمل ممرضة ،في احد مستشفيات عدن، وقد افترشت ارض الشارع ،محتجة تطلب صرف راتبها، الذي مضى عليه ثمانية أشهر!! .

الحالة الثانية : امرأة أخرى ،وقفت في الشارع ورفعت لافتة عريضة تقول :

" هذا ما وصلت إليه في ظل شرعية متخاذلة وحكومة متآمرة وأعلن عن بيع إحدى كليتي لأنقذ أطفالي من الجوع .."الراتب حياة " !!

 

ومع الأسف لم تعد تلك المشاهد المؤلمة تهز الضمائر ولا اعلم كيف نتشدق بالأخلاق والدين والعادات والقيم العربية الأصيلة بينما نفعل عكس ذلك كله في تعاملنا مع المرأة بل ومع كل من يعمل مخلصاً لصالح وطن يحتضر تحيط به ( الشرعية ) من جانب و ( الإنقلابيون ) من جانب آخر ويفتك به المرض والخوف حتى أصبحت عيشة المواطن فيه مسلسل من المآسي من الحزن والكآبة لا ينتهي .

ويذكرني مشهد المرأتين مع الفارق في النخوة والشهامة العربية بين الأمس واليوم ففي عام 223 هجرية قاد الخليفة المعتصم بالله جيش المسلمين وفتح مدينة عمورية وتقع اليوم في " تركيا " عندما بلغه أن امرأة هاشمية صاحت بعد أن لطمها رجل من الروم " وامعتصماه " فرد قائلا : لبيك .. لبيك ..فغزا عموريه وحاصرها بجيش جرار 55 يوما وسقطت وقتل الرومي الذي لطمها فأين نحن اليوم من هذا كله وأين الثرى من الثريا ؟؟

 

أصبح الوطن سجنا كبيرا تنفذ فيه أحكام القتل والاغتيالات دون شهود متزامنة مع الجوع والمرض والأوبئة التي تفتك بالمواطنين الأبرياء أصبح الوطن على اتساع مساحته تحكمه عصابات الموت وخاصة في عدن .

فلا مواطنة لمواطن .. ولا هوية له .. وقيوده السلاسل ووطنه أصبح سجنا يمتد بطول البلاد وعرضها تكبله القيود والأغلال .

وطن تسوده شريعة الغاب وتحكمه القوة وتعمه الفوضى والبلطجة في غياب حكومة ( الشرعية ) التي تعيش مع أسرها في الخارج حياة مترفة بينما شعب كامل حتى في ( المناطق المحررة ) يموت جوعا ومرضا ويتجرع المرارة والألم كل يوم .

 

لم يحدث في تاريخ عدن الحديث أن خرجت حرائر عدن يتسولن رواتبهن ولم يحدث في التاريخ حتى في أحلك عصور الانحطاط أن يصل الحال  ببنات عدن أن يعرضن بيع أجزاء من أجسادهن ليوفرن لقمة العيش لهن ولأطفالهن!! وكانت العرب قديما تقول : " تموت الحرة ولا تأكل بثدييها" وهذا المثل عن المرأة التي تؤجر ثديها لغير أبنائها ولو أهلكها الجوع والفقر.. ويقال مثل هذا الكلام للرجل الذي يرفض التكسب من العمل الخسيس ولو كان في ضنك من العيش .

 

بعد تلك المشاهد المؤلمة ماذا نقول ؟

عن حاويات المليارات المهربة التي اكتشفت في ميناء عدن ..من هم أصحابها ؟

بينما الشعب يتضور جوعا وتنهشه الأوبئة والأمراض ؟ ولم تدفع له مستحقاته ؟

وكيف نتشدق بالأخلاق والدين والعادات والتقاليد والقيم العربية الأصيلة بينما نعمل عكس ذلك كله بل وأصبحنا مثالا سيئا لاضطهاد المرأة والانتقاص من كرامتها !!

إننا بهذه المشاهد المؤلمة نطبع في ذاكرة الأجيال صورة دونية للمرأة  واعتبارها عورة وهذه مع الأسف هي الصورة النمطية لها في خيالنا ..بينما حرائر عدن خرجن إلى الشارع وكن أكثر شجاعة منا معشر الرجال وعبرن عن مشاعرهن !!

 

لقد تعرضت المرأة للعديد من أشكال الظلم والمهانة بعد ثورات الربيع العربي وخاصة في بلادنا حيث يريد البعض منا بان تكون امرأة خدمات ورغبات ويريدها التكفيريون زوجة ومجاهدة نكاح يتاجرون بها وبجسدها ويستغلون ظروفها وهناك من يسعى لتعليبها وتكفينها وهي حية وقمعها وإعادتها إلى العصر الحجري وكهوف الجبال ويرفضون أن ترفع صوتها وتدافع عن حقوقها وكرامتها وتطالب بها

وختاما نقول إن المرأة هي نجمة الحياة فلا تطفئوا نورها وشعاعها .

*- علوي عمر بن فريد