ثمة مأزق حقيقي يواجه التحالف العربي في معركته مع الانقلابيين في صنعاء ليس بسبب من ضعف لدى التحالف ولا بسبب قوة الانقلابيين ولكن لأن حلفاء التحالف في الشرعية ليسوا معنيين بالانتصار على الانقلابيين وان أدعوا عكس ذلك.
جُل أطراف الشرعية خرجت من تحت عباءة أحد أطراف الانقلاب (المخلوع) فلا يمكنها الدخول معه في معركة كسر عظم تنتهي بهزيمته لذلك آثرت تمطيط المعركة وأخذها في اتجاهات أخرى وافتعال معركة وهمية مع الجنوب المحرر وتحاول العمل على مهادنته (المخلوع) حتى تسنح لهم الفرصة ويعملون على محاولة الوصول معه إلى تفاهم يعيد اللحمة بين من في صنعاء ومن في الرياض من أنصاره.
الحقيقة أن ما يجري في أوساط الشرعية لم يعد إبتذالا بل وصل لدرجة الغدر للتحالف وهذا أمر لم يعد سرا على أحد وإن حاول البعض تجنب الحديث عنه و إلا كيف يمكن وصول صواريخ بحجم الصاروخ الذي وصل الى الرياض إلى أيدي الانقلابيين في صنعاء إن لم يكن هناك تعاون من بعض قوات الشرعية في المهرة والمنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت ومأرب التي تسمح بمرور هذه الشحنات الكبيرة والضخمة وهي الطريق الوحيد والرئيس الذي تصل منه كل المساعدات العسكرية للحوثيين منذ بداية الحرب.
سبق ونبهنا منذ بداية الحرب أن الحبل السري للانقلابيين موجود في الشرعية و فندنا ذلك وقلنا إن على دول التحالف أن تعيد هيكلة علاقاتها مع الشرعية وهيكلة الشرعية نفسها و إبعاد أنصار المخلوع على الأقل من موقع القرار فيها إن أرادت هزيمة المشروع الانقلابي الإيراني في صنعاء أما بهذه القوى الموجودة حاليا في الشرعية فاعتقد أن أمامها صعوبات كثيرة لتحقيق الانتصار.
*- أكاديمي وباحث سياسي .. الأيام