مخطط تدمير عدن جار على قدم وساق

2017-11-09 14:47

 

السلام الاجتماعي في خطر، بل ويزداد خطورة لأنها عكست نفسها على لقمة العيش.. رواتب هنا وهناك في حالة انقطاع من المستفيدين منها والفترات تتراوح بين شهر والشهرين إلى سبعة أشهر، وهناك الدفعة التي عينها محافظ عدن الأسبق صالح منصر السييلي، وهي متكاملة لأن الادارة في عدن صاحبة سبق على مستوى الجزيرة العربية والقرار بتعليقها أو وقفها قرار سياسي بحت ولا شيء على السييلي وإنما على السلطة المنتصرة في الحرب الظالمة على الجنوب في صيف 1994. ومثل هذه التراكمات هي التي فجرت الأوضاع.. الظلم هو أساس المشكل الذي تراكم إلى حد الانفجار ولكن الغرور والاستعلاء لا يزالان قائمين وتم رصدهما.

 

الفوضى الخلاقة هي وسيلة إنجاح مخطط "حدود الدم" في اليمن مع شقيقاتها في العراق وسوريا وليبيا.. والفوضى الخلاقة صناعة أمريكية وظفت السلام وبصورة مركزة أشراط الساعة لأنها قائمة على إزهاق الأرواح وإراقة الدماء باستخدام الصرخات الموسادية، وإقلاق أمنك الاجتماعي والاقتصادي، فلا رواتب ولا نشاط اقتصادي للمؤسسات وإفراغ مؤسسات معينة من نشاطها من خلال تحويلها إلى ثكنات (خذ مثلا مطار عدن وميناء عدن) وتهديد لقمة العيش، مثال ذلك يوم السبت الماضي كانت كل محطات بيع الوقود في عدن واقفة رأينا الشوارع والطرقات تكاد أن تكون خالية من السيارات.. ولكم أن تتصوروا كم سيارة أجرة أو باص وهي بالآلاف أصحابها توقفوا عن الحركة مع معاناة الأيام السابقة، وأصبحت لقمة العيش في “كف عفريت”.

 

إقلاق الأمن العام بافتعال اشتباكات هنا وهناك.. وهناك قوى أمنية وعسكرية غير رسمية لا تخضع للدولة هي التي تتحكم في كل شيء كما حدث في البريقة، وقيل إن النفط والديزل يوردان إلى عدن من حضرموت لمحطة خاصة في عدن.. وبينت اشتباكات البريقة أن النفط والديزل جرى توفيرهما من شركة مصافي عدن، وبعد 2015 بلغ الفساد ذروته في شركة مصافي عدن وفي البنك المركزي.

 

من أشكال الفوضى الخلاقة الأخرى ما تم رصده من سلوكيات شاذة منها نشر الرعب في عدن من خلال مداهمة مستوصف السلام بالمنصورة وعم الاستياء في ربوع المحافظة، وهناك اخبار بالغة السوء بأن تحتجز فتاة ليلاً ويطلق سراحها نهارا والحجة أن هناك اشتباه في الأسماء أو أرقام الهواتف أو غير ذلك، ومثل هذه التصرفات الشاذة لم تحدث قبل عام 2015 من قبل سلطات أمنية أبرزها الأمن المركزي.

 

الأمن الاجتماعي تعرض للتهديد في الأيام الأخيرة منذ أواسط أكتوبر وحتى الان عندما تصاعدت أسعار العملات الاجنبية او العربية مقابل الريال اليمني وهو في اصله ساقط بن ساقط، إلا أن منصر القعيطي، محافظ البنك المركزي الضالع بقوة في حرب الفوضى الخلاقة، وارتفع منسوب الرعونة في الفوضى الخلاقة أنه خارج البلاد، ومنذ تعيين هذا الرجل لم يرابط في مرفقه الا لأيام معدودات إنقاذا لسيناريو المخطط التامري على البلاد عامة وعدن خاصة المسكينة التي دأبت على دفع الضريبة منذ أواسط الستينات من القرن الماضي حتى اليوم وهي خارجة من الفائدة وداخلة في الخسارة لوحدها.

 

لا ننسى أن أولادنا بين الحين والاخر يساقون إلى المهالك في باب المندب أو المخا أو البقع أو تعز والسلطة وحدوية تتحدث عن وطن واحد لكنها تتحدث أيضا عن مناطق محررة، ولكي تبرر بتصفيات جسدية على نطاق واسع وسط أبناء عدن، تتحدث عن المقاومة الجنوبية، وتصوروا لا يوجد شهداء بل شهيدا واحدا من صنعاء أو سنحان أو خولان أو من بلاد الروس وغيرها.. فالشهداء كلهم جنوبيون والاغتيالات من نصيب الجنوبيين بنسبة 55%.

 

ومع كل ذلك من ماسي ومعاناة وحرب تجويع وترويع للفتيان والفتيات لا توجد قواسم مشتركة بين الجنوبيين ولا جامع يجمعهم ولا رؤية استراتيجية تجدد معالم الحاضر والمستقبل وكلهم يعزفون نشازاً.. ونسال الله السلامة.

*- الأيام