إن استهداف جهاز البحث الجنائي يوم أمس بخور مكسر في محافظة عدن إنما هو اعتداء آثم خطف أرواح العديد من الأنفس البريئة تجاوز عشرين عنصرا امنيا بين شهيد وجريح ،ضمن مجموعة أمنية تشكل عينا ساهرة لحماية أمن الوطن.
وأهمية هذا الجهاز هو حفظ الدولة وأمنها بكافة أجهزتها وتأمين منشآتها الهامة والحيوية وحماية رعاياها من المواطنين بل ويمتد ذلك العمل النبيل لأجهزة الأمن إلى أمن الدول ،كجزء لا يتجزأ ،من منظومة محلية، وإقليمية ،ودولية .
وكما هو معلوم ،أن الأمن الاجتماعي بشكل عام ،وبمعناه الواسع ،يعد ركيزة أساسية من ركائز الأمة ،وهو المصدر الأول، لاستقرار مجتمعاتها ،وصمام أمنها وتحضرها وتطورها ،وهو يعني الحفاظ على هويتها، وسيادة النظام والقانون في مجتمعاتها ،وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا ) أخرجه الترمذي .
ونفهم من ذلك أن امن الإنسان، يأتي في المرتبة الأولى من حياته، لان اختلال الأمن في المجتمع، يؤدي إلى اختلال سائر الأمور الحياتية الأخرى ،
فما الفائدة من المال والصحة والحياة عموما بدون أمن؟؟
وكيف للإنسان أن يبدع وهو مهدد غير آمن في حياته اليومية !!
باختصار يمكن أن نلخص الأمن في كلمة واحدة هي ( الحياة ) .
وفي حديث رواه ابن ماجه وصححه الألباني عن البراء بن عاز ب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق )
لأن ذلك القتل يؤدي إلى إزهاق أرواح بريئة وسلب أنفس حرم الله قتلها إلا بالحق وقد أشار الحق سبحانه وتعالى إلى ذلك بقوله في محكم التنزيل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ " الآية 208 سورة البقرة - وكما أشار القرآن الكريم إلى دعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام بقوله تعالى :
" وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ " الآية 35 سورة إبراهيم .
وهنا فقد ربط سبحانه وتعالى الأمن والأمان بالإسلام لأن الإسلام يحرم ويعاقب على قتل الأبرياء , وقد حرم الإسلام كل أسباب العنف والإرهاب والاعتداء على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم وحض على العفو والتسامح .
والاعتداء بالإرهاب من اكبر أنواع الظلم لما ينتج عنه من خسائر مادية وبشرية وإزهاق للأرواح البريئة , وهؤلاء القتلة إنما يستهدفون استقرار الوطن وأمنه وخلاصة القول :
إن الأمن هو مسؤولية كافة أفراد المجتمع، وليس الأجهزة الأمنية وحدها، فكل فرد في المجتمع ،هو جندي للأمن لحراسة مصالح الناس وأرواحهم، وعليه الإبلاغ عن أي شبهة تستهدف الأمن من أي فرد أو عصابة ،سواء بالمراقبة، أو بالكلمة والنصح والتربية السليمة ،حتى ينعم المجتمع بالأمن والاستقرار والازدهار .
وأخيرا وليس آخرا: كيف يدعي هؤلاء الإرهابيين أنهم ينتمون للإسلام وهم يرتكبون أفظع وأبشع الجرائم باسم الإسلام وهو منهم براء .