أجزم وأقسم بأن عدن الطيبة المعطاءة الصبورة تشهد خلال السنوات الممتدة منذ 2015 حتى الآن أخطر وأحقر وأقذر فترة، لأنها تهدف في الأخير - وفقا للملعوب الاستخباري الخارجي - إلى توصيل المواطن إلى أن يقول “سلام الله على عفاش”. ووقفت كما وقف غيري من أبناء هذه المدينة أمام أوضاع مجاري مياه الصرف الصحي sanitary water Passages كما كان يطلق عليه في فترة الإدارة البريطانية العطرة الذكر في عدن، وكان يشار إلى تلك المجاري بكلمة “جلي” (Gully) الهندية، وكان للجلالي حرمتها وعاملوها والمشرفون عليها الذين كانوا ينزلون إليها من بلدية عدن (كريتر االمعلا التواهي) أو سلطة الضواحي Township Authority (الشيخ عثمان عدن الصغرى).. كانت الجلالي نظيفة بنظافة سلطة عدن، ويرحم الله أيام المجلس التشريعي والمجلس البلدي وسلطة ضواحي الشيخ عثمان، وكان النواب أو الممثلون عن الشعب ينتخبون، والكلام في ذلك لا تتسع له كتب.
قرأت في «الأيام» خبرا وأخبارا عن البسط على الجلالي، وهذا خبر نعايشه يوميا عندنا في مختلف مديريات عدن، وهناك بسط يومي على الجلالي وعلى حرمة الجلي نفسه حيث يتوسع الخارجون عن القانون في بناء منازلهم من الواجهة الأمامية على الشارع أو الواجهة الخلفية من الجلي، ومن يصدق أن يوماً سيأتي علينا ونرى حرمة الجلالي مستباحة إلى هذا الحد المزري لأننا نسلم بأن عدن تعرضت للعدوان منذ نوفمبر 1967 ومس ذلك العدوان الإنسان أولاً من حيث تعريضه للطرد بحجة أنه ليس من المواكبين للثورة ثم أقصي ابن المدينة من فرص الوظائف القيادية، ولا أريد الاسترسال لأن المساحة المحددة للموضوع محدودة.
أمام هذا الوضع الهزلي والحقير الذي تعيشه جلالي عدن تذكرت مقولة لـ"نينين" قائد الثورة البلشفية في روسيا عندما ألف كتاباً موسوماً (الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية)، فقلت في نفسي: فيك الخير يا بلشفية، و(البلاشفة) هم الأغلبية ويقابلها (المناشفة) أي الأغلبية، عند هذا التوصيف.
لكني أرى الشرعية وقد انحدرت إلى الدرك الأسفل من الحضيض عندما قدمت قراءة مقابلة لقراءة البلشفية بأن “البسط على الجلالي أعلى مراحل البلطجية”، وشتان بين مقولة البلشفية ومقولة الشرعية، لأن الواقع كان في غاية الانحدار ونحن نرى البسط على الأراضي فاق كثيرا البسط على الأراضي في ظل السيئ الذكر علي عبدالله صالح، وأثناء الفترة منذ 26 مارس 2015 وحتى اليوم أصبحت صورة صالح أفضل بكثير عندما نقارن الأمس باليوم، وأقصد بالأمس الفترة الممتدة من 7 يوليو 1994م وهي انسحاب الحوثيين والعفاشيين في 17 يوليو 2015م، أي استبدال بلاطجة الشمال ببلاطجة الجنوب.. “سباسيبا” بلشفية !! “فكوف” شرعية !!
*- الأيام