جاء احتفال الجنوبيين بالامس في مرحلة حاسمة و مفصلية في تاريخ الصراع في اليمن والجنوب وقد تحقق فيها للجنوب الكثير من المكاسب على الارض و في الجانب السياسي و بعد أن تم تشكيل وإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي والزخم الشعبي الذي رافقه وفرض واقعا سياسيا جديدا خرج عن حالة التشرذم التي عاشها الحراك الجنوبي في السنوات العشر الماضية وكذلك الخطوات القادمة المزمع الاخذ بها.
مما لا شك فيه أن المتغيرات التي جرت على الأرض فرضت واقعا مختلفاً عن ما كان عليه الحال في 2015 م وبعد صمود المقاومة الجنوبية والتي استطاعت في فترة قصيرة ان تبني نفسها وتقاوم وتهزم قوات الاحتلال الحوثية والعفاشية بدعم التحالف العربي قد مهد و ساعد في وضع القضية الجنوبية فوق طاولة أي محادثات تخص الوضع في اليمن والجنوب ولم يعد ممكنا لاي طرف اياً كان ان يفكر بتجاوز هذه القضية وحق الجنوبيين في بناء مشروع دولتهم الاتحادية في الجنوب و هو ما دفع بالعديد من الدول والمنظمات إلى أن تفتح حوارات جدية مع الجنوبيين.
ما ينتظره الجنوبيين بعد الاعلان عن تشكيل الجمعية الوطنية ان تكون هناك خطوات كثيرة من المجلس أهمها بدء حوارات يقودها المجلس الانتقالي مع كل القوى السياسية الجنوبية لتنظيم البيت الجنوبي واختيار اعضاء الجمعية على قاعدة بناء دولة الجنوب الاتحادية و بحيث تقطع الطريق على كل المتربصين بالقضية الجنوبية.
كما أن الابتعاد عن نشر ثقافة الاقصاء و الاستئثار بالعمل السياسي أمراً مهما و سيكون ذا مردود ايجابي مستقبلاً من اجل بناء ثقافة جديدة تؤمن بحق الاختلاف في إطار التنافس السلمي على تقديم الافضل لشعبنا.
د حسين لقور بن عيدان