نسمع ونقرأ كثيراً جداً عن الدعوة إلى وحدة "الصف الجنوبي" .... ولا تتبعها جملة توضح من هي الجهة التي يجب أن يتوحد "كل الجنوبيين" ضدها .
فالدعاة إلى هذا "التوحد !" يقولون أن الجنوبيين متناقضون فيما بينهم ، وأن البقاء في هذا الوضع هو في مصلحة العدو .... لكن أغلبهم لا يريدون أن يقولوا من هو ذلك العدو !! ..
وكما هو معروف أن المقصود بـ"كل الجنوبيين" هو جميع الجنوبيين الموزعين على الفئات الجنوبية الثلاث :
- الفئة الاحتلالية
- الفئة المناصرة للاحتلال
- الفئة المضادة للاحتلال ...
ومعروف أيضاً أن الفئة التي "ضد الاحتلال" ، في كل زمان ومكان ، هي غالبية الشعب (أي شعب).... وأن أي شعب ، لا يمكن أبداً أن يدعو إلى "توحيد الصف" مع الاحتلال ولا مع أنصاره . إذ أن المحتل هو الذي جاء إلى الوطن من وراء الحدود ليمثل العدو وثقافته ، وأن المناصرين للمحتل هم البيئة البشرية الحاضنة له .
فأي مجتمع يحتوي على الفئات الثلاث السالفة الذكر ، لا بد أن يحتوي على تناقض شديد ، ينعكس في "صراع وجودي" لا مفر منه ، إلى أن يحق الحق ويُزهق الباطل ، طال الوقت أو قصر .
وخلاصة هذا الحديث ، أن الدعوة إلى تهدئة الخلاف والاختلاف بين الجنوبيين في ظل واقع الاحتلال ونقيضه ، هي دعوة لوقف الصراع ضد المحتل . وهذا الأمر غير ممكن طالما طرد الاحتلال هي ضرورة حتمية دائماً .
د عبيد البري