في أول زيارة يقوم بها ملك سعودي الى موسكو، فقد تحققت هذه الزيارة التاريخية، واليوم وفي مبنى –الكريملين - المهيب، يلتقي الملك سلمان بن عبد العزيز مع رئيس روسيا الإتحادية فلادمير بوتين، في ظل مناخات ودية واعدة بالثقة والتعاون المستقبلي الوطيد.
وعن المملكة فهي اليوم تتلفت الى كل الجات الاربع، فلم تعد تقتصر في انفتاحاتها السياسية والاقتصادية على جهة واحدة، بل تمضي بساسية انفتاح ملهمة مع كل دول العالم، واليوم ترسخ علاقات ثابته ومطمئنة مع روسيا الاتحادية . هذا الكيان الزاخر بكل الثروات من غاز طبيعي الى خام البترول بل وتزخر بتقنيات معقدة ومنها صناعة الفضاء والتكنولوجيا العسكرية هذا البلد العظيم يتموضع على مساحة تزيد عن 14 مليون كيلو متر وتمتد حدوده المترامية من شرق اسياء الى حدود أمريكا و كندا.
في يقيني ان الروس لا ينكثون ولا يناورون فهم اكثر اخلاصا وصدقا، وهم اقرب لنا في ترسّم العلاقات الاقتصادية في كل المجالات، على ان المملكة العربية السعودية يهمها هذه الكيان العظيم الذي يمكن نسج علاقات معه تسمح بتطوير الصناعات البتروكيماية بل وفي مشاريع تسييل الغاز الطبيعي ،حيث وان إحتياطات المملكة من الغاز الطبيعي قد يمكنها من ان تتفوق به على أحتياطات البترول وهذه الطاقة هي الطاقة الواعدة في المستقبل في تسيير وتشغيل كل الصناعات من السيارات الى محطات إنتاج الكهرباء الى لقيم نظيف للمصانع الى صناعة البتروكيماويات .
كل المحللين اكدوا على ان هذه الزيارة التاريخية لها ما بعدها، وأن المملكة قد أنطلقت، يواكبها عزمها ورشدها في تحقيق منجزات، تحرر اقتصادها من الأتكاء على سلعة بيع النفط وذلك في تحويله إلى سلعة صناعية بتروكيماوية، وهنا فروسيا اكثر من يتعاون مع المملكة في هذا الشان ، كما ان المشاورات سوف تشمل على تخفيض حصص الدول من أنتاج النفط لتعديل السعر الحالي - المُجحف - والذي تسببت به فوائض الانتاج ومنها البترول الصخري .
هناك ما رشح عن اعلان صندوق إستثمار بين البلدين بـ مليار دولار، وشروع شركة ارامكو السعودية في تقديم خدمات التنقيب وتجارة النفط ، علما ان المملكة اليوم تستورد من الاتحاد الروسي بما يقارب 3 مليار دولار، وهناك توقعات في تحقيق أنفتاح تجاري واسع بين المملكة وروسيا.
لكن ما يتوقعه الكثيرون هو ترسيخ علاقات سياسية ثابته بين البلدن، بدت معالمها في ملامح حل واعد للمشكلة السورية، بل ان حرب اليمن تتموضع في صلب المحادثات بين البلدين .
هناك أمنية عظيمة تدغدغ مشاعر الناس قاطبة، وهي ان تشرع المملكة الى مد يدها الى ايران بمبادرات ووساطات روسية، فالعلاقات الايرانية مع المملكة يشوبها القلق بل ولا انكر ان قلت انه يشوبها الترصد والتشكك والمخاوف. هنا فأن استطاعت روسيا التمهيد لمباحثات بين ايران والمملكة ، فالشرق الاوسط سوف يطوي عقود من العداوات التي أرقته بل واستزفته.
فاروق المفلحي