تابعت وبكل عناية خطاب فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، من على منبر الامم المتحدة، وكانت اهم نقطة توقفت عندها، هو ان الحلول العسكرية هي المتاحة للحرب اليمنية ، بينما وفي كلمة معالي وزير خارجية السعودية- عادل جبير- فقد اوضح ان الحل السياسي وليس الحل العسكري هو الذي سوف يفضي الى سلام في اليمن.
كما ان معالي وزير خارجية إيران - جواد ظريف - قد صرح بالامس- بأن بلاده تحترم دور الرياض في المنطقة، وهي مستعدة للعمل مع السعودية من أجل أمن المنطقة.وقال ظريف في نيويورك، "ليس لدينا أوهام تخص إمكانية استبعاد الدور السعودي من المنطقة. نحن نعتقد أن السعودية لاعبا بالغ الأهمية في اليمن وسوريا والمنطقة ويجب احترامه".
هناك تناقض واضح بين خطاب الرئيس عبد ربه منصور هادي ووزير خارجية المملكة عادل جبير- ولكننا يجب ان نلقي بثقلنا فيما تحدث عنه وزير خارجية المملكة ، فالمملكة بيدها كل الحلول وليس غيرها.
وعن الحرب التي طالت فلسنا بصدد من أنتصر ومن انهزم، فالحروب كما يقولون محبي السلام -الحروب هي الهزائم والسلام هو النصر- ولقد وصلت الامور في اليمن ان هدمت مدن عامرة بسكانها مثل تعز بل وعدن، وشرد في داخل اليمن ما لا يقيل عن 2 مليون مواطن، وضربت الجوائح والمجاعات كل الوطن من أقصاه إلى اقصاه
هناك من يقول ان اليمن سيشهد في القريب تطورات ايجابية، تفضي الى حلول السلام مستدام. صحيح ان كلفة الحرب كانت باهضة ومخيفة، ولكن علينا ان نستلهم المصالحات وننبذ الصرعة والاستفزازات، وان نعتبر من هذه الحرب الضروس فلا نقع في شراكها في قادم الايام.
ومرة اخرى ان حروبنا يجب ان نستبدلها بالمقاطعات والمعالجات السياسية بعيدا عن القتال. هذا ما اعتنقته كوريا الجنوبية مع شقيقتها المارقة كوريا الشمالية وهذا ما استلهمته الصين الشعبية مع جزيرة - تايوان- فالحروب اليوم قاسية وكاسحة ومخيفة، وكلفتها الباهضة تقوض الإقتصاد وترسخ لخصومات عدمية، يطول نسيانها والتحرر من آلام ذكرياتها وفواجعها .
فاروق المفلحي