وحال تمكنت الوحدات القتالية المسنودة من «التحالف» من فرض السيطرة على محافظات الجنوب، بما في ذلك أبين وشبوة، فإن الكفّة ستميل أكثر لصالح «المجلس الإنتقالي الجنوبي»؛ باعتبار أن غالب القوات والتشكيلات ضمن حملة تطهير أبين موالية له. ولذلك، فقد سارع محافظ أبين الجديد، المعين من قبل الرئيس هادي، إلى زيارة المديرية، بعد ساعات فقط من إعلان السيطرة عليها من قبل قوات «الحزام الأمني» لتسجيل حضور حكومي.
الحرب غير المعلنة بين هادي وحلفائه من جماعة «الإخوان المسلمين» من جهة، والإمارات و«المجلس الإنتقالي الجنوبي» من جهة أخرى بدأت تأخذ بعداً جديداً لصالح الأخيرة؛ باعتبار أن «الحزام الأمني» صار يتفرد بالسيطرة على محافظات عدن وأبين ولحج والضالع وحضرموت، وهو في طريقه عبر قوات «النخبة الشبوانية» إلى استكمال طوق السيطرة على محافظة شبوة ذات البعدين الإقتصادي والجفرافي المهمين جداً.
وإن صحت مزاعم إذعان الرئيس هادي للأمر الواقع الذي بات يتشكل اليوم في الجنوب، بدلالة أمره لقوات «الحرس الرئاسي» بتسليمها القطاع الشرقي لعدن لقوات «الحزام الأمني»، فإن ذلك يأتي نتيجة التطورات اللافتة في الداخل السعودي، والمتمثلة باعتقال عشرات السعوديين من أنصار حركة «الإخوان المسلمين»، والذين بينهم أسماء كبيرة، وهو الأمر الذي انعكس طردياً على جماعة حزب «الإصلاح»، جناح «الإخوان» في اليمن، والتي تربط قياداتها بهادي علاقة وطيدة.
مصادر غير مؤكدة قالت إن المعركة التي شهدها حي العريش المحاذي لمطار عدن الدولي، قبل عدة أيام، بين قوات من «الحزام الأمني» وأمن عدن من جهة، وجنود القطاع الشرقي لعدن من جهة أخرى، جاءت بعد تلقي جنود القطاع أوامر من الجنرال علي محسن الأحمر، نائب الرئيس هادي، بعدم تسليم مواقعهم، كون سيطرة «الحزام» وأمن عدن على القطاع الشرقي لعدن من شأنها خنق ألوية الحماية الرئاسية، والتي تربط غالب قياداتها صلة وثيقة بنائب الرئيس علي محسن، وحزب «الإصلاح» اليمني. موقف هادي عدّه البعض براجماتياً، خاصة بعدما أضحت علاقته بالقيادة السعودية في أسوأ حالاتها