الجنوبيون الذين يهاجمون ، لغايات في أنفسهم المجلس الانتقالي الجنوبي ،لا يدركون انهم هم جزء من الشعب المستفيد من دور المجلس واهمية وجوده في بناء مؤسسات الدولة الجنوبية تمهيدا لاستعادتها.
لا يمكننا ان نقول ان المجلس ليس بحاجة لاستقطاب من يهاجمه ،لأنه في الواقع –المجلس - يحتاج الى كل جنوبي مهما صغر شأنه في اطار جهوده لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق وحدة الصف، لكنه لن يسقط او يتهاوى لأن فلانا مصر على معاداته دون مبرر أو سبب كافيين.
المشكلة تكمن في ان بعض معارضي المجلس ومنتقديه -لغرض الانتقاد فقط - وليس للمناصحة والتصحيح لا يدركون أنهم يعملون ضد مصالحهم هم أولا ، وهي المصالح التي ستتحقق لهم من وجود المجلس ونجاحه في تحقيق المهام التي أعُلن لأجلها ولو بصورة غير مباشرة وان تبدى لهم غير معبر عنهم من وجهة نظرهم.
لعل كثيرين لم ينسوا ، كيف كان بعض الفقراء والمسحوقين في الجنوب يهاجمون الحزب الاشتراكي وحين ذهب ،ذهبت الكثير من مصالح هؤلاء وصاروا هم اكثر الخاسرين من سقوطه حتى من بعض قياداته ورموزه، الذين لم يخسروا سوى مناصبهم.
ان فكر كثيرون معاود المجلس بعقل ومنطق سيجدون ان مصالحهم هي من ستدوم ،اكثر مما سيدوم المجلس ذاته والذي يمكن ان ينتهي دوره بمجرد انجاز مهام المرحلة الانتقالية وصولا الى الدولة وهذه الفترة قد تكون عام او عامين او نصف عام .
من سوء التدبير ان يعمل المرء ضد مصالحه، وضد وطنه استجابة لنوازع داخلية ليست كافية ، او لأنه لا يحبذ وجه فلان من الناس ،او لأنه ليس جزء مؤثرا في هذا المشروع الوطني الكبير.
ما كُتب أعلاه لا يمكن اسقاطه بأي حال من الأحوال على من يختلفون مع المجلس تحت سقف الجنوب ،ووفق رؤى وطنية جنوبية، هدفها تجنب تكرار الأخطاء او التحفظ على أفكار معينة اما لعدم فهمها او للتخوف من تأثيراتها مستقبلا.