هل المقاطعات بقوة الحرب؟

2017-09-14 20:24

 

قرأت يوم أمس تصريحا للسفير البريطاني لدى اليمن، حيث وينبه في تصريحه من أنه لا حل عسكري سيضع حداً للحرب الدائرة رحاها اليوم في اليمن.

هنا يتحدث سفير دولة عظمى لها خبرة في إدارة الصراعات وفي الشأن السياسي الشرق الأوسطي. وهي ربما -أي بريطانيا- الدولة الكبرى التي تعرف تفاصيل شجوننا وشؤوننا.

 

اذن لا حل عسكري! 

وما نراه ونتابعه بل ونتوقعه أن الحرب ستطول، وستنهك دول التحالف بل واليمن والذي وصل الى حضيض الهوان والفاقة، حيث والموت والقتل والمرض والمجاعات تتربص بالجميع، وهناك مدن مدمرة ومدن محاصرة وخدمات تردت وبلواء وشقاء يعم كل مساحة الوطن من أقصاه إلى إقصاه.لذا فهناك حرب المقاطعات وقطع العلاقات تدوم وتشتد قساوة وتحل محل الموت القتال وموت الأبرياء واستنزاف الموارد.

 

لم تعد الحلول العسكرية هي الواردة وهي الدواء الناجع . نورد وعلى سبيل المثال حروب طالت ولم تحسم عسكريا : حرب العرب مع إسرائيل. الحرب في ليبيا. الحرب في سوريا ، كما ولا زلنا نتذكر حرب العراق مع أيران. حرب الصومال مع الحبشة، بسبب التنازع على اقليم أوجادين. حرب الحبشة واريتيريا. حرب جبهة- فارك - مع حكومة كولومبيا. حرب  الشيشان مع روسيا. حرب تركيا مع الأكراد. وحرب اليمن الجمهوري في الستينات مع أنصار الملكية. وحرب اليمن الحالية بين دول التحالف والإنقلابيين .

 

صار من الصعب الإنتصار السريع  في معركة فاصلة والسبب؟ لان هناك من يستوقد النار كلما أنطفأت. خذوا العبرة من المواجهة بين - الكوريتين- فقد صرح مسؤول كوري جنوبي رفيع ،بما معناه ان استفزاز- كوريا الشمالية- هو -الوقود- لجعلها أشد ضراوة، وانه ينصح بتهدئة الأجواء لإيجاد مناخاً للتشاور والحوار .

 

 هذا ما تردده ايضا وما فطنت إليه وجربته اليوم رغم جرحها العميق  دول الخليج مع دولة قطر، حيث وقطر إنساقت، بل أعتنقت الزلل والكيد،  وكان ذلك ومنذ 20 سنة وهي تستوقد النار.

اليوم ورغم الضيم بل والألم  ، فهناك أسلوب اخف ضرراً واقل تدميراً نهجته دول الخليج العربي مع دولة قطر، واعني به - حرب المقاطعة وقطع العلاقات - وهذا الإجراء شديد وباتع، بل وكفيل ومع مرور الايام  بأن يعيد من غوى إلى رشده .

إغضبوا وقاطعوا فهي حرب، ولكنها لا تدمر او تحرق الوطن والإنسان وتستنزف الموارد اويستغلها البعص لغرض في نفسه.

 

*- فاروق المفلحي .كندا