المجلس الانتقالي وحديث في واد غير ذي زرع

2017-09-14 13:45

 

أعادت الصحف المحلية يوم الإثنين الماضي الموافق 11 سبتمبر 2017 نشر نص اللقاء الصحفي الذي أجرته صحيفة “القدس العربي” مع الرئيس عبدربه منصور هادي، وورد فيه على لسان الرئيس هادي أن المجلس الانتقالي انتهى أو في حكم المنتهي، وجاء وقع هذه الجزئية على صفيح ساخن أو قل بالغ السخونة، ولم يخدم الرئيس هادي لأن المجتمع في هذه المدينة الطيبة عانى ويعاني اوضاعاً بائسة وتعيسة شبيهة بمشاهد يوم القيامة، وهي عين مشاهد الفوضى الخلاقة وهي صناعة امريكية بامتياز، ومن اشكالها حشد البشر من الموظفين من الجنسين والمتقاعدين من الجنسين امام مكاتب البريد، وما اتعس حال المتقدم والمتقدمة في السن وهم يعانون من طول الانتظار في الطوابير دون أي مردود ويعودون إلى بيوتهم وبيوتهن بخفي حنين.

 

ما اصعب الحال الذي يصل إلى درجة الكفر عندما ينقطع تيار الكهرباء لاربع او خمس ساعات مقابل التنعم بساعة او ساعتين في ظل ارتفاع درجة الحرارة ودرجة الرطوبة، وخاصة اننا في موسم الصيف، وما اصعب الحال او قل ان المرارة او المعاناة مضاعفة عند مرضى الضغط او السكر او القلب.

 

ما اصعب حال الانسان عندما تنقطع الكهرباء لساعات طويلة ولا يتوفر البترول في المحطات، فعليك ان تتحمل الانقطاع وعليك ان تتحمل خلو المحطات من البترول، وهذا واقع مفتعل شأنه شأن انقطاع الناس عن المرتبات لشهر او لشهرين او لاكثر، وهذا واقع مفتعل لم تعرفه عدن في تاريخها الحديث.

 

ما اصعب حال الانسان عندما يصل إلى بيته ويريد تجديد نشاطه بالاغتسال في الحمام، لأنه وصل مرهقا ومتذمراً من عدم استلام الراتب وانقطاع الكهرباء ويجد الأمل في “دوش” ماء، الا ان ام اولاده تبلغه ان الماء منقطع.

 

ما اصعب الحال عندما يخرج الانسان من بيته ويصادف رصاصة راجعة وينقل إلى المستشفى ولا يعرف له غريما، لان المسلحين ومعظمهم بلاطجة منتشرون في البلاد طولاً وعرضاً، وتجد الاسرة نفسها وقد غرقت في التزامات مالية.

 

ما اصعب الحال عندما يجد الانسان ان ولده قد سقط قتيلا نتيجة خطأ غير مقصود او مقصود، والحوادث كلها مرصودة وموثقة، ولئن تهدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من قتل امرئ دون وجه حق أو قتل نفس بريئة.

 

ما اصعب الحال عندما يجد الانسان نفسه عاجزاً عن مواجهه الارتفاع في مستوى المعيشة نتيجة ارتفاع سعر الدولار في مواجهة الريال اليمني المعروف عند العامة بأنه “ساقط ابن ساقط” وكل ذلك وهو بدون مرتب، وحتى ان تسلمه يجده بأنه يغطي جزءا ويكشف جزءاً اخر.. أي حياة تلك؟!.

 

عندما يأتي حديث الرئيس عن المجلس الانتقالي بأنه في عداد المنتهي والناس في هذا الحال الذي لم يعهده في مشوار عمره.. كل الناس يجمعون لو انهم يتسلمون رواتبهم نهاية كل شهر بدون متاعب كما كان الحال ايام الرئيس السابق ولو انهم نعموا بالكهرباء بدون انقطاعات بهذا الشكل المقرف او كما كان حال الكهرباء في عهد الرئيس السابق.

 

لو ان الناس نعموا بكافة الخدمات ولو بالمستوى الذي كان عليه في عهد الرئيس السابق لتم سحب الحصير بالكامل من تحت المجلس الانتقالي وسمعت الناس في المقهى وفوق الهايس وفوق البيجوت (الاجرة) وفي الشارع وهم يرددون: ياعبدربه نشتي رواتبنا فقد طال انتظارنا.. يا عبدربه اوقفوا انقطاعات الكهرباء بهذا الشكل المقرف وان كان لابد وفروا لنا البترول حتى نشغل مواطيرنا.. بعدين والكلام لعامة الناس المجلس الانتقالي سيتوارى عن الساحة.

 

لذلك أقول إن الحديث عن المجلس الانتقالي كان في وادٍ غير ذي زرع، لأنني اختصرت المتاعب التي يواجهها التاجر والفقير على حد سواء.

 

اللهم اهدنا إلى سواء السبيل وابعد عنا شرور الفوضى الخلاقة، آمين.

 *- الأيام