القضية الجنوبية الواقع والمتوقع

2017-09-10 06:39

 

كلما دارالنقاش عن وضع الجنوب، يجمع الكل، ان الشعب في الجنوب يكاد يكون بشكل عام بل وعارم مع مشروع فك الإرتباط ، وهو مصطلح اخف من كلمة- إنفصال -

على اننا ارتبطنا بقبول وتراضي على مشروع الوحدة، وكلمة وحدة تعني ان هناك دولتان اومجموعة دول توحدت ، وهنا ومن الكلمة -الوحدة - تاتي كلمة -الإنفصال- او فك الإرتباط لغويا وواقعيا ،ومن حق - محافظة - ذمار- ان تعلن محافظتها جمهورية مستقلة على ارضها، وهذا واقع الحياة طالما وهناك إجماع وإستفتاء، ويجب تضمين هذه الفقرة في الدستور ان من حق اي اقليم وعبر الإستفتاء اعلان الأنفصال وليس في ذلك ملامات او خيانة للوطن..

 

لكنني أخشى ان يكون الإنفصال ورقة قوية يلوح بها عند اي مفاوضات. ورقة بيد دول للفوز بتنازلات من الانقلابيين . فالانقلابيون يعتقدون ان - هزيمتهم الكبرى- هو إنفصال الجنوب، وهناك دول ترى في التلويح في- الإنفصال- ورقة ضغط على صنعاء، ربما تساوي قوة عدة جيوش مجتمعة وعظيمة .

 

والحل؟ اما بقبولنا كوطن مـُوحد - شمال وجنوب- قبولنا مستقبلاً في مجلس التعاون، ولو بشروط تنجز على صعيد الاقتصاد والتنمية، وبعد فترة زمنية قد تصل الى 8 سنوات، على ان يتم الضم تدريجيا ،والحقيقة ان موقعنا هو هذا المهاد اي - مجلس التعاون - الذي يضمنا ويقينا من العداوات والتباغض والشحناء والتربصات.

والخيار الثاني والاقرب الى التحقيق ودون صراعات دموية ومهالك وتشظي، هو بأن نقبل بمشروع اتحادي من اقليمين، وحذف مشروع الستة الاقاليم ،والتي هي من مخرجات الحوار، فحتى وان اجمع أعضاء مؤتمر الحوار آن ذاك على مشروع ال 6 أقاليم، فالمتحاورون حين ذاك غير تفكيرهم اليوم ، كما وقد مرت مياه بل دماء غزيرة في نهر الوطن .

على أنه من الصعب تحقيق مشروع ال 6 أقاليم فبعضها لن يكتب له الصمود، وأطبق عليه الحصار التام بذلك التقسيم المستعجل، وهذا ضيم بل وتربص آخر بالوطن .

لكن إذا هناك ضمانات دولية في تحقيق - الدولة الاتحادية - ومن إقليمين، و لكل أقليم حدوده وقوانينه الضرائبية بل والسيادة التامة في تسيير ذاته . فهنا يخف القلق الجنوبي وتتوفر مساحة للحوار في تحقيق مشروع اليمن الإتحادي مع تخصيص جزء من الثروات السيادية للدولة الإتحادية وليس نهبها لصالح المركز في الهضبة القبلية .

ومن نافلة القول ان الجنوب قاوم وصمد واشتد عوده اليوم، فهو لن يقبل بوصاية عليه من -الهضبة - لحكمه والتحكم به ، فهذا تاريخ ماساوي، ومضى عهده إلى - يوم الدين- ، وسيحارب الجنوب، ولو كلفة خوض حروب الفية ووحشية في سبيل حقه.

هم بأختصار لن يقبلوا ان نحكمهم في صنعاء، ولو كنا من أولياء الله الصالحين!. فكيف نقبل بهم وهم من سحقوا تعز والبيضاء والحديدة والمخاء بل وعدن، فشردوا وأوغلوا في العتو والتوحش والنكال .

لقد تغيرت الجنوب واصبحت الرقم الصعب في اي معادلة.