نلمح في الأفق إعصار قادم سيكتسح كل شيء أمامه في صنعاء حيث يحاصر الحوثي مقار حزب المؤتمر ومنزل " الزعيم " صالح كما اصدر الحوثي تعميما بمنعه وقيادات المؤتمر وأعضاء مجلس النواب من مغادرة صنعاء !!
وهذا يعني أن الحوثي يرسل إشارات واضحة لدول الإقليم وأمريكا لقراءة المتغيرات الجديدة .. وانه الأقوى في المعادلة ويجب الحوار معه .
ويطمح الحوثيون إلى اقتسام السلطة مع الرئيس هادي كخطوة تكتيكية يكون ثمنها رأس صالح وتصفية قياداته العسكرية والأمنية وكوادره الحزبية !!
ولكن السؤال هو : هل تقبل دول الإقليم بجماعة الحوثي التي جعلت من نفسها مطية لإيران وهي الحركة التي تجعل العنصرية أساس منهجها وفكرها ؟
وفي الوقت نفسه لا تؤمن بالشراكة .. وتعمل على إقصاء كل مكونات الطيف السياسي في اليمن ..أم أن خيار الإقليم هو إجهاز الحليفين على بعضهما البعض ؟
حيث قد صعدت الحركة الحوثية من الصدامات المسلحة مع حليفها صالح عندما قتلت القيادي في المؤتمر خالد الرضي وداسوا على جثته بعد قتله في صورة استفزازية تم توزيعها.. متجاوزة كرامة الميت في الإسلام !!
وعلى الفور تقاطرت مواكب قبائل حاشد إلى صنعاء غضبا لذلك كما وجهت أطراف عدة انتقادات لاذعة لصالح على اثر خطابه الهزيل في ميدان السبعين وقالوا : " الزعيم جبان " !! وكسر جماهير السبعين وعادت خائبة حيث لم يطرح مطالبها واقلها مرتبات موظفي الدولة واستجاب لإملاء آت الحوثي وخذل الناس !!
إن المشهد في صنعاء ينذر بانفجار كبير بين شركاء الأمس : صالح والحوثي.. ومما يعقد المشهد أكثر هو صمت مشايخ القبائل الذين تفرقوا أيدي سبأ..و باعوا ضمائرهم وارتضوا لأنفسهم العار والهوان وأخضع الحوثي البعض منهم بميليشياته من الدهماء !!
أما قادة وجنود الجيش والأمن فولاء اتهم متعددة وحائرة بين صالح والحوثي والشرعية والاحتماء بقبائلهم.. وهم وقود المعركة القادمة !!
أما صالح عندما كانت خياناته بالأمس بلا سقف فإنها اليوم مطمورة تحت الركام وبات أمام خيارين " المشروع الحوثي " التابع لإيران والولي الفقيه .. أو مشروع الرئيس هادي " اليمن الاتحادي " .
أما إذا كان صالح يحلم باستعادة نظامه السابق فهذا من رابع المستحيلات !!
وإذا أصر على ذلك فلن يجد حوله إلا أصحاب القلوب المنخلعة من رعب المواجهة .. والنفوس الدنيئة التي دجنها في حضيرته.. وسرعان ما تهرب عندما ينفجر المشهد وسيواجه أعدائه وحيدا وسيتمنى أن يكون شريدا طريدا مثل " هادي " الذي سخر منه عند هروبه من صنعاء وقد نجح بالهرب ونفذ بجلده!!
أما صالح فليس أمامه اليوم إلا الخضوع للحوثي أو الهرب ولكن: أين المفر وأين المهرب ؟ وهل يستطيع الخروج من داره في صنعاء أم أن ساعة الحقيقة قد حانت ؟
اللهم لا شماته !!