من أقوال عمر بن الخطاب : "العاجز من عجز عن سياسة نفسه , والعاقل من اعتبر يومه بأمسه" .
تبتلي كل المجتمعات عبر التاريخ بأناس بل و أقوام لا يكفون عن الشكوى في زمن صعب وقاسي دون شك لكن إلقاء اللوم على غيرهم فيما يشتكون منه دون أن يكلفوا أنفسهم البحث في ذواتهم عن ما أوصلهم لحالة العجز التي يشكونها هو الأمر القاتل.
النجاح في الحياة لا يبدأ إلا مع الحركة من حالة السكون و الإقدام على الخطوة الأولى و هذه تبدأ بتحديد وجهة الانطلاق الصحيحة والسير فيها دون تردد .
مجتمعنا الجنوبي العربي ليس استثناءاً عن باقي المجتمعات المحيطة بنا لكنه أصيب أكثر من غيره بمتواليات من المصائب في تاريخه الحديث و مقاومة هذه المصائب طبيعياً تبدأ اولاً بالتحصين و المناعة و التي لا شك انها ضعفت كثيراً في العقود الخمسة الأخيرة و أصبح تعرض المجتمع لأي جائحة سرعان ما تفتك بأعداد كبيرة من الناس .
ضربت مجتمعنا الجنوبي العربي جوائح الفساد و الفرقة بعصبياتها المختلفة و قادت أقوام مننا إلى البحث عن ملاذات أخرى وقعوا فيها و أصبحوا فريسة لمن يمتلكون قدرة على تسخيرهم في خدمتهم حتى ظهر فينا المنبطحون و الوصولويون الذي وقع تحت أيديهم بعض من أدوات الانتشار في زمن المنصات الاجتماعية لينشروا عجزهم و فشلهم و ليعملوا على تعميم تجربتهم في الانبطاح و الوصولوية ليجعلوا منها نماذج لمن فقدوا مناعتهم تجاه أوبئة التثبيط و الإنهزامية ليصلوا إلى تحقيق أهدافهم في إذلال النماذج التي لم تتمكن منها أوبئتهم القاتلة , هذه النماذج التي تحمل القدرة على تعزيز مناعة المجتمع الجنوبي في مواجهة تحديات الاوبئة المنقولة.
اليوم رغم كل الخطط الخبيثة التي تمارسها عصابات الفساد لكي تذل هذا المجتمع بشكل جماعي من خلال برمجة الأزمات في الجنوب فتارة تجدهم يفتعلون أزمة رواتب ثم يهللوا لحلها جزئيا ليخلقوا أزمة كهرباء تعصف بحياة الناس لتجدهم يتحدثون عن مشاريع وهمية لحلها إمعاناً في تخدير الناس ثم ينتقلوا لإرباك الوضع في توفير المياه و من بعدها يتم تعطيل نظام الصرف الصحي و هكذا دواليك و مع كل هذه الأزمات يسارع المنبطحون إلى تبرير. العجز في مواجهة الوضع أما في خدمة أطراف معادية للجنوب العربي أو إنهزامية في سلوكهم.
أرض الجنوب العربي لا تنقصها العقول و لا القدرات البشرية القادرة على كسر هذه الحالة البائسة التي خططت لها قوى يمنية تحت ظلال الشرعية بالتعاون مع خلايا الانقلابيين النائمة و كل ما هو مطلوب اليوم توحيد جهود الخيرين من كل التوجهات الجنوبية و تنظيم حوارا حقيقياً مع المجلس الإنتقالي لإكساب المجتمع الجنوبي المزيد من المناعة لمواجهة قادم الأيام و ما تحملهمن من تحديات.
أما المنبطحون و الوصولويون فستذهب حملات التثبيط و الانهزامية التي يقودونها في مهب الريح..