ماذا عساني أن أكتب، وأن اقول؟
كل شيء فيّ تم اغتياله، كلماتي، عباراتي، سطوري، قلمي، لقد جف حبري، ونضب فكري، لحظة علمي بجريمة اغتيال اهتز لها كياني، وتزلزل بنياني، وقضى على بقايا أمل كان يسكنني.
انها جريمة لا تغتفر، واغتيال ليس ككل اغتيال، انه اغتيال صوت العقل والحكمة، ونبراس الفكر والكلمة.
أي شيء قد يغتالوا بعد أن اغتالوا المهندس ابو محمد عبدالله الضالعي .؟ لا أخال ان هناك ما يمكن اغتياله من الان وصاعدا..
لقد كان اغتيالا محيرا، والاكثر حيرة هو سبب اختيار المجرمين لشخصية مثل المهندس عبدالله، ذلك الرجل الذي لم نسمع منه يوما تعصبا ولا تمترسا الا للوطن الجنوبي، ولم نسمع منه اساءة لاحد غير اعدء الوطن.
ما الذي حدث؟.. من الذي اغتيال الوطن، واغتال العقل، واغتال الحكمة والاتزان..؟
من هي هذه الايادي الاجرامية؟ الا تبت هذه الايادي وشُلّت ولا نام جفن للمجرمين، ولا راق ذهن، ولا استوت لهم حياة.
أي اغتيال هذا ؟! ولماذا ؟ وما السبب ؟
لقد آلمنا رحيل الشهيد ابو محمد، ونزل علينا خبره كالصاعقة، فاضلمت الحياة، واسودت اللحظة، بفراق ابي محمد العقل المهندس، والفكر الرزين، والاخلاق الدمثة، والقلب الطيب.
لا اقول ذلك لان الشهيد قد رحل، لا والله.. ان الذين لم يعرفوا المهندس عبدالله، لو انهم عرفوه منذ البداية لقالوا فيه اكثر مما نقول، ولحزنوا اكثر من حزننا.. فمن لم يعرف المهندس.. لا يعرف العقل والنضال معا، ولا يعرف الحكمة والاتزان في القول والعمل في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل.
ان اغتيال المهندس عبدالله، مؤشرا خطيرا على اغتيال العقل والحكمة والتوازن، وتبدو المرحلة القادمة خطيرة، طالما واستهدفت ايادي الاثم والاجرام شخصية كالمهندس وعقلية كأبي محمد.
سيبكيك الجميع، سيحزن الجميع، فأي اغتيال هذا الذي أبكى الضالع، ولحج وابين وشبوة وحضرموت وعدن؟ أبكى الجنوب.. كل الجنوب ؟
رحمة الله تغشاك، وان العين لتدمع والقلب ليحزن وانا على فراقك لمحزنون. ولا نامت اعين الجبناء المجرمين
اديب السيد