يحمَل كثيرٌمن المحللين الرئيس المخلوع صالح وزر خطيئة تحالفه مع الحوثي والنتائج الكارثية التي قادت البلد إلى الحرب والانهيار على كل المستويات.
من يقرأ تاريخ أو يعرفه عن قرب يدرك أن المخلوع لم يخطئ و إنما كان منسجما تماما مع نفسه و أن ما قام به من تحالف مع الحوثي يلبي غروره الشخصي و رغبته في الانتقام ممن أسقطوه في 2012م والعودة للسلطة بشكل أو باخر.
أما المؤتمر ومحاولة تبييض صفحته فالجميع يعرف أن المؤتمر هم حزب المنتفعين من السلطة في ظل حكم المخلوع وليس حزبا لا عقائديا ولا سياسيا بل تجمع لأصحاب مصالح سرعان ما انفضوا من حوله عندما ظهرت لهم مصالح في مكان آخر وما خروج أعداد كبيرة منهم والتمرد على المخلوع في جزء كبير منها إلا ركضا وراء مصالحهم خصوصا بعد عاصفة الحزم.
لذلك المخلوع صالح لم يخطئ في تحالفه مع الحوثة بل فعل ما تمليه عليه قناعاته ولن يندم عليها وهو فعل طبيعي لشخص مثل المخلوع المريض و المصاب بعقدة نقص لازمته في حياته و التي حاول خلال سيطرته على السلطة التخلص منها و لكنه فشل في ذلك و تفاقمت هذه العقدة بعد أن وجد نفسه خارج هيلمان السلطة.
إن محاولات الاستتابة له من قبل بعض إعلاميي الشرعية ليس إلا شئ من الحنين لسلطة المخلوع التي كانت راعية لهم ورغبة في الخلاص من رئيس ليس من طينتهم و إن كان قد جاء من المؤتمر.
*- أكاديمي وباحث سياسي