المكتبة الوطنية بعدن صرح معماري ثقافي جميل قدمته حكومة الكويت الشقيقة مع مشاريع أخرى كثيرة لأشقائهم في الجنوب، وعند دخول الحوثيين عدن في مارس 2015م، في إطار مخطط محكم هدفه ليس احتلال عدن وإنما هدفه كان محصوراً في تدمير البنية التحتية من المؤسسات السياحية والثقافية والسكنية من ناحية وزرع كوابيس في نفسيات وذهنيات السكان في عدن من ناحية أخرى، ذلك أنهم اعتلوا - قاتلهم الله - مرتفعات كمرتفع معاشيق في كريتر ومعهم خبراء من الحرس الثوري الإيراني، حيث كانوا يقنصون أطفالاً أو نساء أو رجالا، وتسببوا في سقوط الأبرياء والاضطراب الذهني والنفسي لدى أهاليهم وأقاربهم وجيرانهم في ظاهرة لم تعرفها عدن لعقود طويلة جدا من الزمن.
تفننوا - قاتلهم الله - في صنع المآسي من خلال المرتفعات ومن خلال مناظيرهم كانوا يرصدون إما نساء داخل غرف الجلوس في بيوتهم كما حدث مع الدكتورة نيفين جميل عندما لقت مصرعها وهي جالسة في غرفة جلوس بيتها في منطقة القطيع وكان زوجها بجانبها والرجل يسأل نحن في غرفة الجلوس فمن هذا الذي قتل زوجتي؟! والكلام طويل ومتشعب لا يتسع المجال له هنا.
هذا عن المرتفعات، وكانوا - قاتلهم الله - يختارون أهدافاً قاتلة لعدد كبير من البشر فقد احتفلت عدن أو عاشت حزن الذكرى الثانية لراكبي عبَّارة في ميناء التواهي ستنقلهم إلى البريقة فضرب الحوثيون الحاقدون العبَّارة فقتل بعضهم بالرصاص وقتل البعض الآخر غرقا، وبلغ ضحايا العبارة من الشهداء فقط (85) شهيداً غير الجرحى..
ترك الحوثيون وراءهم دماراً ودماء لن ينساهما سكان عدن وسيسجل التاريخ للأجيال المقبلة هذه الأفعال النتنة من أعداء الله وأعداء الإنسان.
عند مروري بالمكتبة الوطنية بكريتر (عدن) رأيت لوحة تذكارية لمشروع إعادة تأهيل المكتبة الوطنية، وهو مشروع كلفته عالية ستتكفل به مؤسسة الشيخة الفاضلة فاطمة بنت مبارك قرينة الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، وستتحمل مؤسستها الخيرية المباركة إعادة بناء وتأهيل عدد آخر من المرافق بكلفة لا تقوى عليها السلطة اليمنية.
كنت أقرأ اللوحة التذكارية عن هذه المبادرة الكريمة للشيخة فاطمة بنت مبارك فتذكرت على الفور حكاية الصومالي الذي مر بمطار عدن في سبعينات القرن الماضي فدفع عدة مبالغ وهو يسأل عن هذا وعن ذاك من الرسوم فقيل له وهذا المبلغ ستدفعه لصندوق الشهداء فاعترض الصومالي على دفع هذه الرسوم وكانت حجته واضحة عندما قال : وريا ما نسلم.. كيف عربي يقتل عربي وصومالي يسلم؟!، إلا أنه رأى أنه أمام حكومة ستودعه السجن وما أدراك ما السجن؟!
قلت في نفسي ولجت بسري بعد ذلك لأعزائي من الأصدقاء: هاهي الشيخة فاطمة بنت مبارك بارك الله فيها تعيد حكاية الصومالي في مطار عدن، فهنا يمني هو الذي دمر المؤسسات السياحية والثقافية والشيخة فاطمة ستدفع كلفة ما دمره اليمني.
تصوروا جاء الحوثيون مع الحرس الثوري المجوسي - قاتلهم الله - من صعدة ليدمروا ويقتلوا وجاءت الشيخة فاطمة بنت مبارك من دولة الإمارات العربية المتحدة لتسدد ثمن ما دمره الحوثيون.
ستدخل الشيخة فاطمة بنت مبارك الفردوس الأعلى جزاء أعمال برها مع إخوانها المسلمين وسيدخل الحوثيون ومعهم أفراد الحرس الثوري الإيراني الدرك الأسفل من النار، وهذا واضح لأن أعمال الحوثيين والحرس الثوري المجوسي تندرج في قائمة الموبقات التي ستدخلهم النار.
رحم الله بطنا حملتك يا شيخة فاطمة بنت مبارك، ولا غفر الله للقتلة الحوثيين وأزلامهم من الحرس الثوري المجوسي.
*- الأيام