اجتماع جدة للبرلمانيين الجنوبيين الذين كانوا يمثلون المؤتمر الشعبي العام وغيره من الأحزاب في حكومة الاحتلال لن يغير من الأمور شيئا .. وهي محاولة يائسة للفت الأنظار وجذبها بعيدا عن المجلس الإنتقالي الجنوبي، ومحاولة لإضفاء لون جديد من الشرعية للحكومة المهاجرة وذلك لعدة اسباب :-
1- انتهاء عضوية البرلمانيين في مجلس النواب بحسب دستور دولة الاحتلال ...وأيضا المراحل السياسية التي مرت بها الشرعية من الحوار إلى الانقلاب ، إلى انشقاق المجلس وعدم عقد أي دورات له بكامل أعضاءه وطعنهم في شرعية بعض بحسب مصالحهم الحزبية والشعبية ، بعيدا عن أي غطاء قانوني لهذا المجلس .
2- اجتماع البرلمانيين الجنوبيين في السعودية بعيدا عن العاصمة المؤقتة بحسب قولهم يظهر للعالم مدى ضعفهم وفشلهم في عقد الاجتماع بالداخل .
3- غياب النواب الشماليين المؤيدين للشرعية عن الاجتماع يحمل عدة تصورات للمشاهد .. فإما أن المجتمعين لايؤمنون بالوحدة واجتماعهم يعتبر اجتماع انفصاليين بنظر الشمال أو أن البرلمانيين الشماليين لن يحضروا اجتماع لم توجه لهم دعوة وليس لديه أي شرعية ، وتعتبر قراراته عبثية ولاتحمل أي صفة سياسية ترتبط بالشرعية .
4- لم يحدث من قبل في أي دولة موحدة أن يكون هناك برلمان جنوبي وبرلمان آخر يمثل الشرعية المتمسكة بالوحدة ، فهذا تناقض واضح .
5- المجتمعون لايمثلون القضية الجنوبية كونهم كانوا أعضاء في حكومة الاحتلال ولازالوا، والقضية الجنوبية لديها حامل سياسي هو المجلس الانتقالي الجنوبي .. وهذا المجلس بتشكيلته يلغي أي مجلس برلماني جنوبي يحاول الاحتلال الالتفاف به على قضية الشعب الجنوبي.
وفي الأخير لن يقدم هذا الاجتماع أو يؤخر في الأحداث لأنه لايحمل أي صفة شعبية ولا إجماع ، حتى من قبل البرلمانيين أنفسهم وإنما هو دليل على الفشل والتشظي الذي وصلت إليه حكومة الاحتلال المتمسكة بالوحدة. . وتدل أعمالها الانفصالية على عدم إيمانها بالوحدة .. وتناقضها مع تصرفاتها غير المدروسة والتي تدل على فشل سياسي وقرارات فردية بدافع الظهور السياسي والكسب المادي فقط لاغير .
*- د صالح عامر العولقي