كلما شاهدت احمد عبيد بن دغر قفز إلى ذهني سؤال ما الذي يغري أي سلطة للتمسك بهذا الرجل ، بصفته رجل دولة ،ويتمسك به قادة الأحزاب كسياسي محنك. فقناعتي التي كونتها عن الرجل من واقع معايشة لبعض الوقت هي انه لا يتوفر على أي مزية تجعله مطلوبا ومميزا لا سياسيا ولا حتى أخلاقيا للأسف. لكن يبدو أن دولة الوحدة المشوهة ترى في بن دغر شبيها وتوأما لها لذلك بات هو منظرها وعرابها الذي يجعلنا نتمسك بقناعتنا تجاهها وبأنها لا تمثلنا.
للتذكير كان بن دغر المتهم رقم واحد في كشف الانفصاليين الـ 16 المحكوم عليهم بالإعدام من قبل محاكم علي عبدالله صالح ويقال انه هو من صاغ بيان فك الارتباط الذي تلاه الرئيس الموقف علي سالم البيض في 21مايو 94م.
بعد سنوات من الهروب والخوف لم يستح بن دغر وهو يرتمى بنذالة ورخص في حضن صالح العفن كرجل وحدوي ولم يستح صالح في ان قدم بن دغر للناس كمناضل وكمفكر وداهية حتى أصبح نائبه وخادمه المقرب في حضيرة المؤتمر الشعبي العام. لقد طبق الاثنان المثل القائل الطيور على أشكالها تقع.
للتذكر مرة أخرى حين كانت في الجنوب دولة وكان لها قادة رجال يميزون الشين من الزين على قول أهلنا الحضارم ، كان الوصول إلى منصب رئيس اتحاد الفلاحين بدون صلاحيات هو غاية الحلم ،بالنسبة لأحمد بن دغر لذلك ظل متشبثا بهذا المنصب حتى بعد دمجه بالاتحاد التعاوني الزراعي . و حين جاءت دولة الوحدة بانحطاطها الذي مثله علي عبدالله صالح ،كان بن دغر وأمثاله هم السياسيون الذين يعتمد عليهم في تقرير مصير أمه، ليس بناء وعطاء بل تآمرا وخسة ونذالة يستحي ان يمارسها عامل بسيط في مؤسسة صرف صحي.
بن دغر رجل خطير فعلا ، لكن خطورته مبتذلة ودائما ما يستثمرها في تآمره على أقرب المقربين له ، من منطقته وبلاده ورفاقه وحتى حزبه الذين سماه الرفيق احمد عبيد بن دغر.
لا يستحي أحمد عبيد بن دغر ان يبدل مواقفه كما يبدل ملابسه ،كما لا يخجل ان يتاجر بأي قضية بأبخس ثمن فالقيم والمبادئ لا توجد في قاموسه مطلقا .
قلنا ذهب صالح وجاء هادي وتفاءلنا بوجود التحالف بأن يدفع لنا بوجوه على الأقل ان اختلفنا معها سياسيا نتقبلها أخلاقيا ،فإذا بالجميع يصدموننا بإعادة إنتاج ذات الأساليب التي حكم بها صالح.
في اللحظة لم أعد أتساءل ما الذي يغريكم بشخص أحمد بن دغر لكنني أتساءل ما وجه الشبه بينكم أنتم وبن دغر. لقد بت مقتنعا ان اليمن تشبه أحمد عبيد بن دغر كثيرا لذلك لا استطيع إجبار ذاتي على احترامها حتى تحترم هي ذاتها.