قبل حوالي عام اتصل بي صديق من العاصمة الاردنية عمان، وصاحبي هذا هو احد المشرفين على علاج الجرحى في الاردن، اتصل ليخبرني خبرا يثير العجب والاستغراب، مفاده ان وفدا من السفارة القطرية كان في استقبال احدى طائرات الجرحى القادمة من عدن على احدى بوابات مطار عمان، يقول صديقي لقد اصابتنا الدهشة لان قطر لم يسبق ان شاركت في علاج الجرحى، لكن وعند وصول الجرحى تبين ان الوفد المذكور كان ينتظر جرحى معينين ووقف يحمل ورقة مكتوب عليها على جرحى تعز والبيضاء القدوم الى هنا، كان على متن الطائرة 193 جريحا بينهم 12 جريحا من تعز و3 من البيضاء، اخذهم الوفد القطري بعد ان تأكد من جوازاتهم ان ليس بينهم جنوبيا وذهب بهم الى احدى مستشفيات عمان وهو ماتكرر عدة مرات، حيث رفضت قطر ضم اي جريح جنوبي لمن تعالجهم بتزكية من فروع حزب الاصلاح .
واقعة تكشف العداء المستحكم لدى قادة قطر لكل ماهو جنوبي، والتاريخ يؤيد ذلك .
كنت ذات يوم من ايام العام 2008م مشاركا في احدى تظاهرات الحراك السلمي في مدينة الضالع، حيث قتل فيها عدد من الشباب سقط احدهم بجانبي حين كنا نهم بالانصراف بعد انقضاء المظاهرة الا ان الجيش الشمالي ابى الا ان يسفك الدم،
بعد اسعاف الجريح واستشهاده في المستشفى، عدت الى المنزل مسرعا لافتح قناة الجزيرة كعادتي، لافاجأ بخبر يقول ( مقتل شخصين في اشتباكات بين الامن ومسلحين بالضالع جنوب اليمن) ، وهو ما اكده المراسل الشلفي في اتصال اعقب الخبر من صنعاء .
وقفت مشدوها متسائلا لماذا هذا الكذب الفاضح؟ ماذا تريد الجزيرة من هذا التزوير المخجل؟، وفي خضم التساؤلات بدات استرجع المواقف القطرية فيما يخص الجنوب .
اذ عندما اجتاحت جيوش وقبائل اليمن الشمالي الجنوب صيف العام 1994م، كانت معظم شعوب وحكومات العالم متعاطفة مع شعب الجنوب، حيث كانت القوى الغازية تقصف وتحرق القرى والمدن الواحدة تلو الاخرى وتنهب القبائل الشمالية كل مافي طريقها، ماضية فوق جثث الابرياء والاطفال والنساء، وهو ماكانت وساىل الاعلام تنقل حزء كبيرا منه.
تداعى ذوو القربي في مجلس التعاون الخليجي في اجتماعات مستمرة لبحث الوضع والخروج بقرارات رادعة، وفي حين كانت كل دول الخليج ترسل الادوية والمساعدات الى عدن، كانت قطر تزود المعتدين باموال طائلة لشراء السلاح والذخيرة لقتل الجنوبيين، تارة بشكل سري واخرى علني، وكان الموقف القطري واضحا بينا ومتطابقا مع الموقف الايراني، حيث كانت الاولى تزود الغزاة بالاموال والثانية بالسلاح.
وفي خروج علني عن الموقف الخليجي المساند لشعب الجنوب اتخذت قطر موقفا سياسيا متعنتا، ومؤيدا للغزو وفي كل الاجتماعات العربية والخليجية التي خصصت لبحث الحرب في اليمن آنذاك ،وهو ماتجلى بوضوح في اعلان الطائف التاريخي الذي قال بكل وضوح ان الوحدة لايمكن ان تفرض بالقوة، معلنا رفض دول الخليج الحرب الظالمة على الجنوب ومطالبا بالعودة الى طاولة الحوار وهو مارفضته قطر ، ليذيل الاعلان بتوقيع خمس دول خليجية الا قطر،التي ظلت الى جانب تحالف المخلوع صالح ونظامه مع جماعة الاخوان المسلمين والافغان العرب الذين نُقل اثنا عشر الفا منهم من مختلف بقاع العالم باموال قطرية اخوانية، للمشاركة في غزو الجنوب الكافر بحسب زعم وفتاوى اخوان الاصلاح والارهاب.
والى جانب ما تكشف من دور قطري في دعم الارهاب وتورطها في اغتيال الجنوبيين وتعطيل الحياة في عدن ومدن الجنوب مؤخرا ،يتبادر الى ذهن اي جنوبي سؤال ملح، وهو ؛ ماسر كل هذا العداء والحقد الذي يحمله حكام قطر لكل ماهو جنوبي ؟؟؟