قال وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان:
" إن العراق بعد 2003م أصبح جزءاً من الإمبراطورية الفارسية ولن يرجع إلى المحيط العربي ولن يعود دولة عربية مرة أخرى وعلى العرب الذين يعيشون فيه أن يغادروا إلى صحرائهم القاحلة التي جاؤوا منها من الموصل وحتى حدود البصرة "
ونحن نقول : هاهم الفرس ومنذ احتلال الأحواز يعبرون اليوم علانية عن ضم العراق للامبراطورية الفارسية في محاولة منهم لإعادة العراق ما قبل الإسلام لإعادة أمجاد إمبراطوريتهم المقبورة!!
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو :
هل يرضى العرب بالتنازل عن العراق لإيران بحيث تصبح العراق جزء من الإمبراطورية الفارسية الجديدة؟
وهنا لا بد من وقفة فاحصة لما يجري ولابد من دور لأبناء العراق فهم الأدرى بشعاب بلدهم وهم الذين عليهم أن يقرروا اختيارهم بين تبعية مطلقة لإمبراطورية فانية تسعى إيران إلى تجديدها .. مستغلين بذلك عصبية طائفية منتنة يعملون على تغذيتها وتجذيرها منذ سنين مستغلين حالة الوهن والمحاصصة الطائفية السائدة في العراق !!
على أبناء العراق أن يختاروا رابطة الدم واللسان والتاريخ واللغة والمستقبل ..وبالتالي عليهم أن يرفضوا الطموحات الاستعمارية التي تسعى لمنع إعادة العراق إلى عروبته ... !!
وعلى الحكومة العراقية أن تستوعب أن إيران لا تزال اكبر تهديد امني للعراق .. والشارع العراقي منقسم على نفسه بين مقته التاريخي للفرس وبين ما يدور في ذهنه من ارث مذهبي وأقوال ترددها بعض المراجع الشيعية لتمكين الشيعة العرب من السيطرة على زمام الأمور وكسر شوكة الخطر السني كما يدعون...كما انه ليس من مصلحة طهران وجود عراق قوي موحد كجار لها !!
والسؤال الأهم هو:
كيف سنواجه مشروع إيران الصفوي الذي يشبه السرطان وينخر عظام الأمة العربية من داخلها؟
والجواب هو : العمل على عدة مستويات منها :
المستوى السياسي :
- بناء تحالف إقليمي وتطويره من ملحمة عسكرية إلى مشروع استراتيجي يضم كل من :السعودية – مصر – الإمارات – تركيا ويشمل فيما بعد كافة الدول العربية ، وتتولى السعودية هندسة بناء هذا الحلف نظرا للخلافات العميقة بين الإمارات ومصر من جانب وتركيا من جانب آخر ..ونظرا لخبرة المملكة في رأب الصدع العربي طوال عقود بين العديد من الدول العربية.. لعل أبرزها عندما نجحت في هندسة العلاقات بين مصر وسوريا بالرغم من تصادم سياساتهما ، ويمكنها تكرار التجربة بين السيسي واردوغان !!
- استعادة الدور العربي الرسمي من خلال إعادة فتح السفارات العربية في بغداد لتحقيق التوازن العربي مع إيران .
- تجميد عضوية إيران في الهيئات الدولية بسبب انتهاكها للقانون الدولي وطرد سفرائها وإسقاط عضويتها في المنظمات الإسلامية.
- العمل على فك الارتباط بين الشيعة العرب وولاية الفقيه ودعم المعارضة الإيرانية المناهضة لنظام الملالي ..وكذلك الدعم السياسي لقضايا الشعوب غير الفارسية داخل إيران بما في ذلك قضية الشعب العربي الاحوازي والأقاليم التي تضم :الأتراك- الأكراد – البلوش – التركمان – الأرمن – البشتون .
-
- 2-المستوى العسكري والأمني :
- تشكيل قوة عسكرية عربية تحت مظلة الجامعة العربية لملاحقة المليشيات الإيرانية في الدول العربية ، ودعم مشروع الحرس الوطني الذي تدفع به الكتل السنية داخل البرلمان العراقي كوسيلة لتحقيق التوازن مع قوات الحشد الشعبي بحيث أن محافظات الموصل والأنبار وصلاح الدين وديالى السنية ستشكل حرسها الخاص من أبناء محافظاتها وقطع الطريق البري على إيران للوصول إلى سوريا وشرق المتوسط !!
3-المستوى الفكري والإعلامي :
- مواجهة التمدد الشيعي في البلاد العربية خاصة المغرب العربي من خلال تكثيف العمل الدعوي بكل طاقات الأمة من علماء ومفكرين وأدباء وشعراء وكل النخب العربية .
- التصدي للمشروع الفارسي عبر قنوات فضائية وإلكترونيه لمواجهة طوفان الفضائيات الإيرانية وفضح خفايا العلاقات الإيرانية السرية مع الصهيونية والقوى المعادية للعرب ..والعمل على التقريب بين السنة والشيعة لقطع الطريق على إيران لتفجير الوضع الداخلي العراقي .
- وأخيرا وليس آخرا : نقل المواجهة مع إيران إلى عمقها الاستراتيجي وفتح النار عليها من الداخل بواسطة الشعوب والأقليات التي ترزح تحت نيرها وجبروتها وهذا بدوره سيؤدي إلى تفككها وانهيارها من الداخل فوق ركام مقبرتها الفارسية الموؤدة منذ معركة القادسية وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم في نبؤته!! (عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ))إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله )) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذب ملالي قم !!!