تابعت ليلة أمس الفيلم الوثائقي لقناة الجزيرة عن الوحدة اليمنية..الخيار الصعب..كما أسماه فريق إعداده ذي الاغلبية اليمنية.
وعلى الرغم أن التسمية تؤكد أن الوحدة خيارا صعبا إلا أن فحوى الفيلم أثبت عكس ذلك،حينما حاول مقاربة الأحداث والوقائع للتأكيد على أن الوحدة كان حلم اليمنيين منذ ماقبل تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني ومرورا بمحاولة الإستشهاد بنفي متلفز سابق لوزير المملكة البريطانية لشؤون المستعمرات يومها وجود اي مطالبات واصوات عدنية تطالب بالوحدة مع شمال اليمن التي قال فريق الفيلم أنها كانت ماتزال ترزح يومها تحت حكم الإمامة المتخلف،ووصولا الى مابعد إعلان الرئيس الجنوبي نائب الرئيس اليمني يومها علي سالم البيض لفك ارتباط الجنوب في ال21من مايو عام 1994م عما وصفتها الجزيرة بدولة الوحدة اليمنية.
رغم الجهدين التوثيقي والتحقيقي المبذولين بالفيلم وجودة وندرة الوثائق والتسجيلات الارشيفية التي غرض منها أجزاء منتقاة بعناية سياسية مركزة،إلا أن الفيلم لم يحقق مبتغاه في تقديس الوحدة اليمنية وشرعنة وجودها ولم يقنعني شخصيا حتى في حقيقة وجود وحدة تستحق من الجزيرة كل ذلك الجهد التحقيقي سيما وأن الحلم سرعان ماتبخر بعد انقلاب صالح على وثيقة العهد والاتفاق وبدء التحضير للحرب على الجنوب منذ أكثر من عامين على الأقل وفق شهادة الإعلامي العربي الوحيد الذي تكفل بالتغطية الإعلامية الميدانية لوقائع حرب صيف عام 94م
بصراحة القول..هناك فرق شاسع وكبير جدا بين افلام وثائقيات الجزيرة الأخرى وافلامها عن اليمن وخاصة تلك التي عرضتها مؤخرا عن أحداث صيدا لبنان وكيف تم توريط الشيخ الأسير وأنصاره بالاشتباكات مع الجيش اللبناني وكذلك فيلمها الوثائقي الرائع عن طائرة التهريب الافريقية الشهيرة للمخدرات.
#ماجد_الداعري