عندما قالها الرئيس هادي في تركيا بعفويته و بساطته .. سخر منه البعض .. و لكنه أصاب بها كبد الحقيقة ولا زال يرددها اليوم!!
ليس دفاعاً عن الرئيس هادي .. و لا نفاقا ً و لا مجاملة له .. و لا تزلفاً .. و لست وصوليا ً
لنيل رضى أحد .. أو الحصول على منافع أو مكاسب شخصية من الرئيس هادي او غيره و لكنها الحقيقة .. فهذا الرجل .. "هادي" هادئ بطبعه ظلمه أبناء الجنوب أكثر مما ينبغي و لم ينصفه الا القلة النادرة منهم !!
و مشكلتنا في الجنوب أننا شعب كأهل "بيزنطة" نصبح و نمسي على الجدل و المجادلة و التشكيك و التخوين لبعضنا !!
الرئيس هادي .. عاش في الظل من 1994م حتى العام 2011م كنائب للمخلوع صالح ثم أجمعت عليه أحزاب اللقاء المشترك كرئيس توافقي لليمن منذ 25 فبراير 2015م ثم عزل هادي من منصبه بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء و ظل قيد الإقامة الجبرية حتى فر من صنعاء الى عدن في 21 فبراير 2015 و أعلن منها أن جميع القرارات التي اتخذت في 21 سبتمبر باطلة و لا شرعية لها و يقصد "اتفاق السلم و الشراكة" ورفض ما وصفه بالانقلاب .
و رغم المعانة و المكابدة التي تجشمها هادي طوال تواجده في صنعاء كنائب للرئيس في ظل ديكتاتور خبيث و أرعن مثل علي صالح , إلا أنه صبر صبر الرجال و الجٍمال و عانى أشد المعاناة إلى جانب صالح الذي همشه و قزمه بجانبه و جرده من أي صلاحيات ذات شأن في الحكم و تحمل و صبر حتى ضاق منه الصبر و كانت أغلب السهام و السخرية تنال منه خلال تلك الفترة و لا زالت حتى اليوم!!
تأتيه من أبناء الجنوب وهو منهم !! فنعتوه بأقذع الصفات و الألقاب و هو صامت صابر لا يرد على أحد أو يحقد على من أساؤوا اليه ..انني اشبه الرجل هادي بأنور السادات .
و ما تعرض له خلال حكم عبد الناصر و ليس معنى ذلك أن المخلوع يشبه عبدالناصر فشتان بين الرجلين و بين الثرى و الثريا!!
كان المصريون يطلقون النكت على السادات و يصفون الهالة السوداء في جبهته بـ" الزبيبة " باللهجة المصرية و التي كانت ظاهرة في جبهته كما يقولون من يد عبدالناصر حيث أنه كلما حاول أن يتكلم يدفعه عبدالناصر بيده و يقول له اسكت, حتى صارت تلك الهالة السوداء في جبهته !!
و بعد وفاة عبدالناصر خاض السادات حرب 1973م ثم عقد معاهدة السلام مع إسرائيل و استعاد سيناء و بقي طوال حياته يواجه حملات التشكيك والتخوين حتى تم اغتياله, وتجلت بعد مماته شجاعته وحكمته حتى لأعدائه !!
ورغم ذلك كله لازال حيا ً في قلوب المصريين, بما حقق بواقعيته حتى اليوم.
و يذكرني هادي بالسادات و يكفي انه رد الصاع عشرة لعلي صالح و لا مقارنة بين ما جرى للجنوب عام 1994م و عاصفة الحزم !!
عندما حشد صالح طائفته " الزيدية " وقال لهم: " باتقعون رجال و إلا شوفوا أنا أخر رئيس زيدي يحكم اليمن !!
و كلنا يعلم ماذا نهب علي صالح من خيرات اليمن.. و من مساعدات الدول لليمن حتى بلغت ثروته 60 مليار دولار و لا زال يحلم بالحكم أو يورثه لنجله أحمد !!
هادي أول رئيس شافعي يحكم اليمن منذ ألف عام و هو من جلب قوات التحالف العربية و شرعيته معترف بها من الجامعة العربية و الأمم المتحدة و مجلس الأمن و تمكن تحت راية الشرعية وقوات التحالف من دعم المقاومة الجنوبية و من تحرير كامل أرض الجنوب فماذا تريدون منه يا أبناء الجنوب ؟ ولما ذا تطعنون في شرعيته؟
و لسان حاله يقول لكم : " ازقروا الأرض.. و اتركوا الجدل و المهاترات" , فهادي واقع تحت ضغوط دولية و إقليمية و يواجه حربا غير معلنة حتى داخل حكومة الشرعية!!
و أنتم تحاولون حرق المراحل بالمظاهرات و تستعجلون قطف الثمار و هي لم تنضج بعد !!
ازقروا أرضكم و الأيام والليالي حُبلى بالمفاجئات فهل فهمتم معنى ازقروا الأرض؟
و أخيرا ً أقول هل جزاء هادي بعد هذا كله أن تصوبوا سهامكم عليه؟؟ !! .