من أشعل الحرب الإعلامية على الجنوب عامة وعلى المجلس الانتقالي الجنوبي خاصة هم نفس الجهات التي تتصيد الفرص لكي تنال من المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي منذ ظهوره و من الرئيس هادي شخصيا.
العجيب في الامر انهم تناسوا انقلاب الحوثي والمخلوع و احتلالهم لصنعاء وركزوا كل جهدهم على الجنوب و مجلسه الانتقالي و اعلنوها حرب لا هوادة فيها ليس حبا في الرئيس هادي ولا حفاظا على الدولة و انما لانهم يريدون للجنوب ان يكون مجرد تفصيل في تسويتهم السياسية ولإشغال الرأي العام بقضايا تبعدهم عن التركيز عن الفشل الذي يطارد قادتهم وعلى رأسهم قائدهم علي محسن بعد عجزهم عن إنجاز اي مهمة عسكرية او اختراق عسكري واضح في جبهاتهم التي مضى عليهم فيها أكثر من سنتين عجاف لم تشهد إلا توزيع الرتب على الابناء والاحفاد في كل مرافق الدولة.
و للتاريخ هنا اقول أثناء التشاور حول تشكيل مجلس جنوبي مؤقت منذ أكثر من ستة أشهر تم تداول كثير من الأفكار حول المجلس ونسب التمثيل فيه و ماهية علاقته بالشرعية وكانت فكرة إشراك محافظي الجنوب ضمن اي تشكيل جنوبي او حامل سياسي أمر مهم كونهم شركاء في الوطن وممثلين عن الرئيس هادي في هذا الحامل وكانت هذه النقطة محل إجماع من بدايات النقاش حول تشكيل المجلس.
ما يثير الانتباه هنا في هذه الحملة المشتركة بين صنعاء وساكني فنادق الرياض هو هذا الاصطفاف اليمني سواء في الشرعية والانقلاب ضد هذا المجلس و كأنهم تناسوا الصراع بينهم ليتفرغوا لمواجهة الجنوبيين لكونهم أنشأوا كيانا يمثلهم في الاستحقاقات السياسية المقبلة و التي حتما ستفرض على أطراف الصراع يوما ما وقريبا جدا.
لا شك أنهم قد صدموا كثيرا من وصول الإخوان عيدروس وبن بريك إلى الرياض والنقاشات التي يجرونها مع الطرف السعودي ومجلس التعاون و إبداء تفهمهم لحاجة الجنوبيين الشركاء في معركة واحدة مع التحالف, كما ان رفض مجلس التعاون إدانة المجلس الانتقالي الجنوبي قد أربك حساباتهم مما دفع وزيرهم المخلافي للاتصال بوزراء خارجية بعض الدول يستجدي مواقف داعمة تحت مسمى دعم الوحدة اليمنية.
اليوم لابد على الرئيس هادي ان يفهم ان هذا المجلس سند له وليس ضده ودعم له في مواجهة ضغوط القوى اليمنية التي تحاول استلاب صلاحياته كرئيس لتقديمها للفاشل على محسن الأحمر , و من هنا على المجلس الانتقالي الجنوبي التواصل مع الرئيس هادي والحوار معه لتعزيز جهود المعركة في مواجهة استحقاقات السياسة وكذلك مواجهة الخطر الحوثي وامتداداته الإقليمية والمذهبية في المنطقة .