متى يتعلم حزب الاصلاح من أخطائه الكارثية ( تحليل )

2017-05-08 08:56
متى يتعلم حزب الاصلاح من أخطائه الكارثية ( تحليل )
شبوه برس - متابعات - اليمن

 

لم يعد خاف على أحد بأن حزب الإصلاح اليمني كذراع يمني للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ما يزال يقترف ذنوب كارثية مستخدم وسائله وإمكاناته الكبيرة والدعم المادي والاعلامي الخارجي لتسميم الأوضاع الداخلية في كل المناطق المحررة.

حزب الاصلاح يختلف جوهرياً عن نظرائه في الدول العربية، فلم يعاني أعضاؤه ما عاناه الاخرون في دول عربية. وكان دائماً يمثل ظاهرة ملتبسة على المراقبين، حيث تحوصل لعقود منكمشاً في تجاعيد القبيلة، ثم ظهر تدريجيا ليشارك المخلوع صالح كل حروبه ومجازره دون استثناء:

-حروب المناطق الوسطى والإبادات الجماعية للقرى والبلدات.

-اغتيالات كوادر الاشتراكي في صنعاء

-حرب ٩٤ واجتياح الجنوب، ومسئول عن جلب الافغان العرب لهذه الحرب

- كل حروب صعدة الستة

- اغتيالات الكوادر الأمنية في عدن ومحافظات الجنوب

- الحاضن الأول للإرهاب في اليمن من خلال المدارس ونشر الفكر المتطرف والدعم المباشر.

ويجمع المراقبون على أن حزب الصلاح أفسد ثورة الشباب اليمني في ٢٠١١ وصادرها بجشعه اللامتناهي خدمة للوصول الى السلطة.

كما يجمع السياسيون بأن حزب الاصلاح لا يمتلك استراتيجية وطنية حقيقية فهو يلعب ادوار تنظيم الاخوان وينفذ أجنداته التي ترتكز على خلق الفتن والفوضى في المجتمعات العربية ليتمكن من السيطرة التامة عليها بعد تدمير مؤسساتها، لتتبع في الأخير ولي الأمر خليفة المسلمين في إسطنبول، وهذا الهدف لا يختلف عن أهداف المنظمات الارهابية. وفي الفترة الاخيرة تكاثف دور تنظيم الاخوان بمشاركة حزب الاصلاح في محاولة توظيف ترساناتهم الاعلامية بغية تلويث أجواء العلاقات الأخوية بين دول التحالف العربي وبذر الشقاق فيما بينها.

 

في اليمن تخلى حزب الاصلاح عن عمران وصنعاء وتراجعت قواته وانسحبت وتلاشت بين عشية وضحاها بعد أن تم بناؤها عقود من الزمن وصرفت عليها مليارات وتمتلك مخازن هائلة من المعدات وآلاف مؤلفة من الجنود وقواعد لوجستية كبرى... لم يصدق احد كيف تبخرت في الهواء وهرب قيادتها بصورة مهينة بينما سارع سياسيو الاصلاح إلى طاولة موفمبيك صاغرين مذعنين لكلما يملي عليهم سيدهم الجديد "الحوثيون".

 

الآن بعد أكثر من عامين على عاصفة الحزم، يجمع المراقبون ان الاصلاح لا يسمح لقواته أن تخوض معارك حقيقية حفاظاً عليها، ويسعى في الوقت ذاته لكسب الوقت وتخزين الأسلحة وبناء الجيوش والمليشيات والكسب المادي الهائل من خلال أعضائه في قيادات الجيش والسلطة، وينفذ أجندة تقوم على محاولة السيطرة على المناطق المحررة خاصة عدن وحضرموت والإمساك بها عسكريا وإداريا، بينما دوائره الاعلامية يسلطها لابتزاز الجميع وتزييف الحقائق وبث الفتن والتغطية على سياساته الباطنية واهدافه الخاصة.

 

في الفترة الاخيرة دخل اعلام الاصلاح في حالة الصخب والجنون وفتحت مواقعه للدسائس والفتن والتركيز على عدن بصورة مكثفة لمواجهة الحق الجنوبي في المشاركة في ادارة المناطق المحررة كحق مشروع فالمقاومة الجنوبية شريكة مع الشرعية والتحالف العربي ولم تجف دماء ابنائها بل انها وحدها حققت انتصارات حقيقية، وما تزال تقاتل في جبهات كثيرة فيما مليشيا الاصلاح تراوح في مكانها بالرغم من انها تحتكر النسبة الاكبر من الدعم المادي والعسكري.

 

لا احد يتوقع بأن دول التحالف غافلة عن هذا العبث الذي يهدف بصورة رئيسية الى زعزعة الأوضاع في عدن والمناطق الجنوبية وليس بغافل عن الجمود المتعمد والعجز الفاضح لقوات الاصلاح في الجبهات وكذلك تهريب الأسلحة والاموال، وليس بغافل عن الدسائس الاعلامية التي تسعى لشق الصفوف ليس في اليمن بل حتى بين دول التحالف نفسها.. فحتى الاغبياء يدركون هذا الجنون الذي لا يفهمه احد الا كونه هوس على الاستحواذ على كل شيء أو تدمير كل شيء.

 

ولان الاصلاح لم يعد له اي نَفَس في المناطق الشمالية وانه غرق في جبهات محدودة ويجني عوائد هائلة يخزنها لمعاركه الخاصة القادمة التي لا احد يعلم عنها شيء، الا انه يسعى الى الهيمنة على المناطق المحررة ويعيد لها تاريخه الملعون خاصة في عدن حين ارتكب محافظها الاصلاحي وحيد رشيد مجازر بحق الحراك الجنوبي في عدن ونهب كل شيء كما فعل رفاقه في الاصلاح ليلحق بهم الى عاصمة الخلافة كما قال الملياردير حميد الاحمر.

 

هذا الحزب الاخونجي كارثة الماضي والحاضر وسيكون سبب في حروب داخلية لن تتوقف، اذا لم يتم من قبل دول التحالف مواجهة الوضع بحكمة حفاظاً على المناطق المحررة من ان تنزلق نحو الحالة الليبية وهو ما يخطط له الإصلاحيون.

حزب الاصلاح لديه هيئات سرية وشبكات مالية وبنى تحتية ومجموعات أمنية وترسانات إعلامية ولديه الان جيوش، وله خلايا خطرة وحاضن رئيس للمنظمات الارهابية، كما أن لديه واجهات سياسية وزعامات تتحدث بلغة وطنية وبراجماتية وغير ذلك. ومن الصعب ادراك خطط هذا الحزب وتوجهاته فهو يصدر تعليماته السرية ضمن شبكات متعددة المستويات ويحدد جغرافيا معاركه واهدافه وسهام إعلامه.... الخ

 

من هنا يحذر مراقبون دول التحالف والشرعية اليمنية والأوساط الاجتماعية في المناطق المحررة خاصة أن تتوخى عظيم الحذر من سلوك هذا التنظيم الكارثي، وتعالى يومياً اصوات الناس وأصوات مراقبين وسياسيين وأكاديميين للتحذير من زحف الاخوان الذي سيشكل الخطر القادم لأن التخطيط لمعاركه باتت بائنة ومسموعة.

*- شبوه برس – صدى عدن