مهاتير محمد ..و صالح ... وأين الثرى من الثريا ؟؟

2017-05-06 08:06

 

شتان بينهما .. الأول بنى وطنه والآخر سرق ودمر وطنه .. ولا مجال للمقارنة بين الرجلين ولكن المفارقة العجيبة تكمن في طرح سؤالين هما : ماذا قدم صالح لليمن خلال 33 عاما من حكمه ؟

وماذا قدم مهاتير محمد خلال حكمه وخطته لعشرين سنة لماليزيا ؟

علما انه لا مجال للمقارنة بين الرجلين وطنية وعلما وثقافة وخلقا وتواضعا ..

 

ولنبدأ بمهاتير محمد :

نشأ في عائلة ريفية فقيرة وكان والده معلم مدرسة يسكن في كوخ من الصفيح وفي صباه طلب من أبيه شراء دراجة ليذهب بها إلى المدرسة الابتدائية فاعتذر الأب من ابنه لعدم قدرته على شرائها لأنه لا يملك ثمنها

واضطر مهاتير محمد إلى بيع فطائر الموز حتى تمكن من توفير ثمن الدراجة فاشتراها ثم توسع في توزيع طلبات الزبائن عليها في أوقات فراغه واجتاز المراحل الدراسية جميعها حتى تخرج طبيبا يشار إليه بالبنان وكان يعمل في عيادته حتى العصر ثم يقصد بيوت الفقراء ويعالج المرضى منهم مجانا .

وفي العام 1964م نجح في الانتخابات البرلمانية ثم عين وزيرا للتربية والتعليم عام 1975م ثم أصبح رئيسا للوزراء عام 1981م ووضع خطة طموحة للتنمية والبناء لعشرين سنة قادمة وكيف ستكون ماليزيا بعد ذلك؟

ونفذ خطته ومنها إنشاء 50 ألف مصنع وتمكن من انتشال ماليزيا من الفقر حيث كان 52% من الشعب الماليزي تحت خط الفقر !!

وتراجع الفقر في عهده إلى 5% خلال عشرين عاما!!

ونجح في زيادة دخل الفرد من 1200 دولار في العام إلى 9 آلاف دولار واحتياطي ضخم من العملات الصعبة !!

أتدرون لماذا ؟ لأنه وضع وطنه في قلبه وليس في جيبه !!

 

أما في اليمن فالعكس هو الصحيح ..فقد استلم صالح حكم اليمن بعد قتل الشهيد الرئيس الحمدي في وقت كان فيه القطاع المصرفي قد سجل نموا متصاعدا بلغ 80%واستقر سعر الدولار في عهده إلى 3 ريال يمني فقط وحقق فائضا للخزينة العامة بأكثر من 800 مليون دولار عام 1977م!! في حين كان احتياطي مصر آنذاك 200 مليون دولار فقط !!

وحققت زراعة القطن في عهده نموا بلغ 36% واحتل المرتبة الأولى في الصادرات وحكم الحمدي 3 سنوات ونصف فقط!!

 ولم تحدث في عهده أي اغتيالات وسجلت صادرات البن إلى الخارج أعلى نسبة ..فما هي انجازات صالح طيلة 33 عاما من حكمه ؟

 

شكل الحرس الجمهوري والأمن المركزي والأمن القومي وعين في هذه القوات أفراد عائلته وأبناء منطقته وانتهج سياسة التناحر الداخلي والثارات والفرقة والانقسام بين اليمنيين وشجع العنصرية والقبلية والمناطقية والجهوية !!

وقام بإقصاء القيادات العسكرية والمدنية الجنوبية مما أدى إلى كره الوحدة والدعوة إلى الانفصال وقام بشن 6 حروب طائفية في صعده وكان يشعلها ويطفيها بالهاتف وذهب ضحيتها آلاف الأنفس وتشرد الآلاف من أبناء اليمن وابتز بتلك الحروب دول الجوار وقام بتهجير الملايين من أبناء اليمن إلى أصقاع الدنيا والى دول الخليج !!

ودمر المواهب والإبداع والاختراع للشباب اليمني ووصل الاقتصاد اليمني في عهده إلى الحضيض وعمل على تصدير الأطفال بدل البن وأصبحت اليمن في عهده تصدر النشالين والمتسولين وأصبح اليمني في عهده يتلقى الاهانات والازدراء في كل بلد يذهب إليه!!

وفرخ الإرهاب واحتضن المجرمين وشذاذ الآفاق الذين يقتلون ويسلبون الآمنين ويكفرون المؤمنين المسالمين !!

 وشجع على تهريب المخدرات والقات ودمر الزراعة وأصبح لبنان يصدر أفضل المنتجات الزراعية رغم صغر مساحته بالنسبة لليمن !!

 

وقدرت لجنة الخبراء في الأمم المتحدة ثروة صالح ب 60 مليار دولار جمعها خلال 3 عقود وتمكن من بناء جيش عائلي أفرغه من عقيدته الوطنية.. وفي عهده أثرى آلاف المتنفذين من أنصاره في المؤتمر والإصلاح والقيادات العسكرية والأمنية وما يربو على 246 شخصية نافذة تقدر ثروتهم ب 22 مليار دولار !!

وأصبح اليمن في عهده بؤرة فساد ويحتل المرتبة ( 146) قبل الأخيرة في قائمة الفساد حسب تقرير الأمم المتحدة وبلغت نسبة البطالة في عهده 50%  وأراد الله سبحانه تعالى أن يجعله شقيا محروما مكروها من الشعب اليمني !!

وختم حياته بأبشع حرب قذرة مع حليفه الحوثي تشن على الشعب اليمني في التاريخ الحديث.. من اجل استعادة كرسيه الذي خلعه منه الشعب اليمني !!

وفي الختام شتان بين الرجال ولا مجال للمقارنة بين المخلوع ومهاتير محمد أو بين المخلوع والرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي .