في عام 1969 م أرسل الزعيم الفيتنامي "هو تشي منه" وفداً إلى باريس للتفاوض مع أمريكا لوقف الحرب, و قد أوعزت أمريكا للدولة المضيفة فرنسا أن تخصص فندقاً فاخراً من فئة 5 نجوم لاستضافة الوفد الفيتنامي المفاوض على حسابها الخاص و الهدف من ذلك فتنتهم بمُتَع الحياة, حيث أن مثل هذا الفندق لا يحلم به إلّا الأثرياء فما بالك بشعب فيتنام الفقير !
و عندما قدم العرض الفرنسي للوفد الفيتنامي رفضه بشدة و قرر النزول في شقة أحد الطلّاب الفيتناميين الذي كان يعيش في فرنسا منذ فترة طويلة و رفضوا تذوق الرفاهية قبل أن يتذوقوا طعم الحرية !
و في اليمن غادر وفد حكومة الشرعية إلى جنيف يوم 25/4/2017 م لحضور مؤتمر تبرعات الدول المانحة لليمن برئاسة أحمد عبيد بن دغر حيث أن اليمن تعيش وضعاً اقتصاديا متردياً في ظل الحرب التي دخلت عامها الثالث وأفرزت ما يلي :
- نسبة الفقر في اليمن تعززت إلى أكثر من 85 % من عدد السكّان البالغ عددهم 26 مليون نسمة جراء تداعيات الحرب, و تراجع الاستثمارات العامة و تقليص المساعدات للفقراء و انعدام الأجور و المرتبات.
- تهاوي سعر العملة المحلية و انهيار سعر الريال اليمني إلى 310 مقابل دولار واحد في السوق السوداء.
- أصبح إجمالي المحتاجين إلى مساعدات إنسانية 19 مليون منهم 8 مليون فقدوا موارد عيشهم في ظل الحرب الطاحنة و أصبحوا على عتبة المجاعة وعدد 2,2 مليون نازح !
و لتجاوز هذه المسألة يحتاج اليمن إلى 2.1 مليار دولار ..تم جمع 1.1 مليار دولار منها فقط !
و قد نشرت صحيفة صاندي اكسبرس البريطانية, أن الحوثيين يقومون باختلاس أقوات ملايين اليمنيين البؤساء, فيسطون على كميات ضخمة من المساعدات التابعة للأمم المتحدة و يبيعونها للتجار واصفة ذلك بالمهزلة! , و اختتمت الصحيفة بالقول:
"أن اليمن هي الدولة الأكثر فقراً في الشرق الأوسط!"
و عود على بدء و عندما حضر بن دغر إلى جنيف كان يرافقه 25 وزيراً و مسؤولاً لحضور الاجتماع الدولي لإغاثة اليمن فتصوروا معي حجم إنفاق 25 شخصاً إضافةً إلى من وفد إليهم من سفراء اليمن في أوروبا و تكلفة نفقاتهم في الطيران و الفنادق و المصروفات الشخصية الباهظة!
حيث علّق مسؤول أوروبي على ذلك و قال:
"إن هذه حكومة فاشلة تتسول العالم و تنفق بترف!"
و قد ذكرت شبوة برس أن وزيراً اشترى بدلتين بخمسة آلاف فرنك سويسريو ذكرت أن مصروفات الوفد الشخصية للوفد طيب الذِكر تبدأ ب 550 دولارا يومياً إلى أدنى مستوى 250 دولاراً و قد حضروا قبل المؤتمر بثلاثة أيام للسياحة و تأخروا ثلاثة أيام أخرى للتسوق و زيارة معالم سويسرا! .
والسؤال هو : متى يرتقي الحس الوطني لدى الشرعية والنخب السياسية إلى مستوى المعاناة والألم التي يكابدها الوطن والمواطن الذي تطحنه الحروب ولا ناقة له ولا جمل فيها !
هل تبلدت الأحاسيس والمشاعر لديهم ؟
اعتقد جدلا أن هذه هي الحقيقة مع الأسف الشديد !
المواطن اليمني المغلوب على أمره أصبح اليوم بين مطرقة الحوثي والمخلوع وسندان الشرعية ورغم سخاء مركز الملك سلمان ودعمه للمواطن اليمني.. إلا أن تلك المساعدات تنهب وتباع في السوق السوداء من قبل الحوثيين وصالح وزمرته أما الشرعية فسندانها يتمثل في المناطق المحررة بانعدام الخدمات العامة مثل:الماء ، الكهرباء ،والمشتقات النفطية والصحة وملف الجرحى والأمن،ومكافحة الإرهاب،وانتشار الفقر وسرقة رواتب الموظفين حتى مات البعض منهم حسرة على أبواب الشرعية في عدن !!
أما الأرصدة التي تكدست لدى أثرياء الحروب فقد نفتحها عند الضرورة !!