يا أهل الجنوب اليس فيكم من رجل رشيد؟

2017-05-01 13:38

 

قد يتهمني البعض بأنني أجامل الشرعية في طرحي هذا,للحصول على منصب أو رضى أو ما شابه ذلك, و يشهد الله أنني لا أعرف أحداً منهم و بفضل الله لم و لن أقف يوماً لا طالباً و لا متسولاً على أبوابهم, و لن يحدث هذا و كلمة الحق سأقولها لوجه الله تعالى انطلاقا من حبي لوطني الذي مزقته الأحداث و الكوارث و تعاقبت عليه نكبات الدهر من الستينات و حتى اليوم !!

 

مشكلتنا في الجنوب أننا شعب عاطفي انفعالي يخضع الأمور للفعل و ردة الفعل بعيداً عن الحكمة و العقل, و من السهل جداً استفزاز مشاعرنا و دغدغة احلامنا بالأوهام و الوعود و الأكاذيب, و لأننا نملك من الطيبة و المصداقية الكثير فمن السهل التأثير علينا و هذه الأمور لا تتفق مع السياسة و لا الدهاء و التعامل مع الخصوم!!

شعب الجنوب شعب  طيب شجاع لا شك في ذلك, و لكنه لازال يحبو في دهاليز السياسة و المراوغة و يتعامل مع قضاياه بالعاطفة و ليس بالعقل و الحكمة!!

 

ان الحرب في اليمن بتعقيداتها و تشابكها أشد خطرا ً و فتكاً من إقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي, أو قائد لواء, أو وزيرا !!

إن الحرب أكبر و أشمل مما يتصور البعض بأنها تنافس بين السعودية و الإمارات, المعركة أكبر من اليمن الذي يواجه اليوم مخططات دولية و إقليمية من المجوس و حلفاؤهم.

إن الحرب على الانقلابيين في اليمن ما كانت لتتم دون مظلة الشرعية, التي اكتسبتها باعتراف دولي و إقليمي و محلي!!

إن الاحتجاجات و التظاهرات التي دعا اليها البعض للخروج ضد قرارات الرئيس هادي إنما هي رد فعل عكسي انفعالي يخلو من الحكمة و العقل.

و هي ليست ضد هادي أو الانتقاص من شرعيته فحسب بل هي ضد دول التحالف التي ساندتنا و آزرتنا و ضحت بأبنائها مع أبنائنا و اختلطت دماؤهم جميعاً على ثرى و وهاد و جبال اليمن, من أجل أهداف سامية و مبادئ نبيلة تقطع أيادي المجوس من التدخل في اليمن شماله و جنوبه و تقطع فتن إيران التي تحاول تطويق الجزيرة العربية و الخليج بحربها العدوانية!!

فهل رد الجزاء لدول التحالف اليوم أن نقلب لها ظهر المجن ؟

إن كان الأمر كذلك فنحن الخاسرون وحدنا!!

 

إن سر ضعفنا هو تمجيد الشخصيات قبل الوطن, و ما يحدث اليوم بعد إقالة عيدروس الزبيدي يذكرني بأصنام الحزب الاشتراكي الماركسي و زعاماته البائدة عندما كانت ترفع صورهم و شعاراتهم فوق رؤوس الجماهيروفوق الوطن، و كانوا سبب تكبتنا في الجنوب!!

ولا يعد هذا الكلام انتقاصا من دور الزبيدي في المقاومة الجنوبية وشجاعته!!

بل التعامل مع الموقف بحكمة وشجاعة وتغليب مصلحة الوطن على مصلحة الفرد

إن دعاة رفض قرارات الرئيس الشرعي هادي أو إعلان شعارات الانفصال ونشر الفوضى والدعوة إلى الاحتراب ليس محلها اليوم, في هذا التوقيت السيئ و نحن نقاتل باسم استعادة الشرعية!!

إن هذه الأمور الخطيرة ستترتب عليها مخاطر جمة منها:

-      انتهاء شرعية عاصفة الحزم إذا سقط هادي.

-      ستحل الفوضى العارمة في سائر اليمن.

-      ستبث الفُرقة و الاقتتال في صفوف الجنوبيين و هذا سيؤدي إلى سيطرة الحوثي و حلفائه الكاملة على الشمال.

-      سيزحف الانقلابيون من جديد على الجنوب و هم أصلا ً لازالوا في بيحان و مكيراس.

 

و السؤال هو:

-      هل لدينا جيش مدرب عالي الكفاءة قوي التسليح لمواجهتهم؟

و لنفرض جدلاً أن لدينا اليوم بعض الألوية و مقاومة شعبية بينما هم يحشدون لنا أكثر من مئة لواء عفاشي- حوثي تعادل نصف مليون مقاتل!!

يملكون مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة و المتوسطة و مدعومين من روسيا و إيران و لديهم صواريخ يصل مداها لكافة مدن الجنوب !!

إن هذه الآراء التي أطرحها ليست انفعالية و لا انهزامية و لكنها أفكار عقلانية.

إن موقف دول التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية بحنكة و دهاء و بعد نظر لاجتثاث خطر المجوس الأكبر الذي يتمدد امامنا في سوريا و العراق و لبنان و اليمن لن يتم الا بالشرعية الدولية و له الأولوية في كل الخيارات.

أما خلافنا في اليمن فيمكننا حله لاحقا ً بعد أن تكون عاصفة الحزم قد أدت دورها الأساسي, و أنا على يقين أن علاقتنا مع أشقائنا في الخليج ستبني على  أساس المصالح المشتركة و الأمن و النظام و الحقوق المتساوية, وكذلك مع اليمن سواء مع  نظام أقاليم أو الانفصال التام أو أي شكل يخدم مصلحة الشعبيين و يحقق الاستقرار و الرخاء لليمن بأسره شمالاً و جنوبا ً.

و أدعوا أبناء الجنوب الى الاحتكام الى صوت العقل و الحكمة و الصبر حتى تنجلي هذه الغمة عن الأمة.