إقليم حضرموت أبرز الثعلب يوما في ثياب الواعظين!

2017-04-27 15:33

 

إعلان إقليم حضرموت إقليما مستقلا، و كما توقعنا تسبب بالإسهال الحاد بدرجة رئيسية لمافيا شفط ثروات الجنوب التابعة ل القبيلة الأحمرية، التي أصبح كبار السن فيها أعداء ليس لاي سبب وطني او ديني او أخلاقي كما يدعون..

بل لسبب واحد ليس له ثاني، هو إختلافهم حول تقسيم تلك الثروات فيما بينهم، و ذلك بعد ظهور جيل جديد أشد شراهة و أكثر شبقا و إستعجالا لجني الأموال فيما اذا قورن بجيل آبائهم،

جيل الأبناء قدموا أكثر طمعاً و رغبة في الإستحواذ الأناني و التحويش على كل الثروات بعيدا عن المحاصصة التي كانت مبرمة باتفاقات العرف القبلي بين جيل العجائز..

و بسبب الإحساس بدنو ضياع هذه الثروة و بريقها الذي بدأ يهدد بالخفوت، جاء رفض الإعلان الحضرمي من خلال حزب المؤتمر بإيعاز من مالكه عفاش الذي اعتبر الإعلان بمثابة مؤامرة امريكو-بريطانية و اسرائلو فونكوشية،

محاولاً إخفاء الرعب الذي دب في صدره و هو يرى ان الأمل في إستعادة تلك الثروات التي تخزنها حضرموت في جوفها قد بسط أجنحته و أصبح مستعداً للطيران بعيداً عن اطماعهم دون رجعة،

و أن البقرة الحلوب، التي كانت تدر ملايين الدولارات ل عصاباته و حليف أمسه لمدة عقدين من الزمن من عيال الأحمر و بلاسنتهم، قد كف ضرعها عن در الحليب و انقطع لبنها عنهم...

العام 2011 خارت قوى عفاش، و تراخت قبضته البوليسية، بسبب إختلاف الأبناء كما اسلفنا و الذي ألقى بمصائبه على كبار القبيلة التي ظلت متماسكة كل تلك السنوات منسجمة متناغمة تجمعها المصالح المشتركة و التي اهمها هدنة تقاسم ثروات الجنوب بين وجهاء القبيلة بحصص كان الجميع متفق عليها، حسب ماتفرضه قوة و جاه كل منهم بين قبائلهم،

و لم يعد خفيا على الحضارم ان هنالك آبار نفط سجلت كملكية خاصة بقائمة شخصيات تحتوي حتى على أسماء نسائية تنتمي لتلك العائلات..

و من الطبيعي ان يكون رد الفعل تجاه اعلان حضرموت الشديد اللهجة ان يكون بهذه الشراسة و معبرا عن غضب يتأجج في صدور الاغراب الذين يعتبرون أنفسهم أوصياء على ثروات الجنوب، و لذلك جاء الرد متناغما و منسجما بين الاخوة الأعداء الذين وضعوا كل خلافاتهم جانبا و تفرغوا للوقوف صفا واحد ضد اي محاولة لاي إقليم في الجنوب فكر ان يعلن التمرد على تلك الوحدة و الخروج عن طاعتها، و كما اظهر موقف الاخ الغير شقيق علي محسن، فهو أيضاً يعلن موقفاً منسجما مع عفاش رفيق دربه في السراء و الضراء، مع إختلاف العذر الذي يتمترس خلفه كل منهما مثل حرباء متلونة تحاكي البيئة التي تقف عليها...فكما أعلن عفاش رفضه لأنه يعتبر إعلان إقليم حضرموت مؤامرة إسرائيلية، الأخ بلسن يعتبرها مؤامرة تخرج عن الخط الأحمر لمرجعيات مؤتمر الخوار (نعم بالخاء و ليس خطاء مطبعيا)....

و نحن نتفق معه على تجاوز إعلان حضرموت حدود اللون الأحمر ليس مجرد الخط بل الهيمنة الحمراء..

و نحن متاكدون إنه مهما كانت ابعاد قرار الحضارم إلا انه بالتاكيد أفضل و لا يقارن بالوضع السائد إبان الإحتلال العفاشي...

 

مواقفهم و تصريحاتهم و تقمصهم دور الثعلب الواعظ..كل ذلك يثير السخرية منهم، يتكلمون بوقاحة و دون خجل، مع أنهم لا يمتلكون حتى شئ واحد، مجرد منجز بسيط، يفاخرون به و يمنون به علينا كإنجاز قدموه لصالحنا على الواقع في فترة حكمهم الطويلة بل انهم سلبونا كل شئ..

لا شئ يقنعني بانهم يتمتعون بعقول صحية و طبيعية، بل على العكس شهدنا على مدى عقدين من الزمن كل فسادهم و جهلهم و مؤامراتهم و سرقتهم و اجرامهم و لا زالوا بكل وقاحة يعتلون المنابر و يرفعون أصواتهم بل و يتجرأون في إلقاء المواعظ و النصائح علينا و تعليمنا اين تكمن مصلحتنا..

موقف هولاء مفهوم و لكن ما لانستطيع فهمه مواقف بعض الجنوبين التي اصبحت مواقفهم تتشابه إلى حد بعيد مع الأفكار الحوثوعفاشية حتى أصبحوا نسختهم الجنوبية، و ما يؤكد مانقول هو اننا عندما نزور مواقعهم نلاحظ الإشادة التي تنهال عليهم من أصحاب الصرخة الإيرانية و التنظير العفاشية كما ان مواقعهم أبرمت سلام غير معلن مع العدو الحوثوعفاشي بينما تهاجم التحالف ب ضراوة شديدة!

هولاء و كلما أراهم يلبسون ثياب الواعظين تتهادى إلى بالي تلك القصيدة التي تنطبق عليهم حرفيا:

 

برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين

يمشى في الأرض يهدى ويسب الماكرين

و يقول الحمد لله إله العالمين

يا عباد الله توبوا فهو كهف التائبين

وازهدوا فإن العيش عيش الزاهدين

و اطلبوا الديك يؤذن لصلاة الصبح فينا

فأتى الديك رسولا من إمام الناسكين

عرض الأمر عليه و هو يرجوا أن يلينا

فأجاب الديك عذرا يا أضل المهتدين

بلغ الثعلب عني عن جدودي الصالحين

عن ذوى التيجان ممن دخلوا البطن اللعين

أنهم قالوا و خير القول قول العارفين

مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا

 

فتجعلنا نضرب كف بكف و نقول حسبنا الله و نعم الوكيل!