الجنوب أضاع الطريق

2017-04-24 07:18

 

سنظل نحوم حول دائرة التوهان الناتجة عن اللا أهداف واضحة ، نلف فنلف حتى يصيبنا الدوار فنتوقف كواقع لا يمكننا بعده الانطلاق مرة أخرى لمغادرة هذه الدائرة أو اقله ان الأوان أصبح فائتاً على الانطلاق مرة أخرى .

 

كانت حرب بهدف التحرير ، فتحقق الانتصار ولم يتحقق التحرير – شمالا يتحكم بالمشهد مليشيات الحوثي والمخلوع وجنوبا مازالت أعمدة نظام صالح المنشقة عنه وحزب الاخوان (الاصلاح) يديرون الوضع السياسي والإعلامي وتقديم صورة زائفة وغير حقيقية عن الوضع في الجنوب  وتحريف أهداف الانتصارات التي حققتها المقاومة الجنوبية بمساندة دول التحالف العربي .

 

ما أريد قوله ان هناك ابتعاد كلي عن تحقيق أهداف أبناء الجنوب في استعادة دولتهم ، أتحدث سياسيا وان كان الواقع الميداني عكس ذلك تماما  .

 

وبعبارة أكثر صراحة  طرد مليشيات الحوثي والمخلوع الدموية الطائفية وإحلال الإخوان المسلمين(الإصلاح)الدموية  بديلا عنهم لن يعيد الجنوب ولن يحل قضيته .

 

ولهذا يبذل الكثير لتجميل شعار "للجنوب وضع آخر بعد دخول صنعاء" وتحبيبه لدى أبناء الجنوب بينما هو فكي كماشة سيجد الجنوب نفسه فيها بعد استتباب الأوضاع شمالا ،ولنستدل بذلك ما جاء في تقرير الوفد الحقوقي الحكومي الشرعي الذي لم يمضي الكثير عليه و المقدم للمنظمات الدولية عن  ابراز قيادات الجنوب التي حاربت مليشيات الحوثي والمخلوع عن قيامهم بانتهاكات وجرائم وما تزال مستمرة كما زعم التقرير .

 

لا توجد رؤية واضحة عن مستقبل الجنوب ومصيره  بعد ان تضع الحرب أوزارها او في حالة استمرار الحرب شمالا وعدم التوصل لحل سياسي و اين سيكون موقع الجنوب في كل الأحوال - كل الأطراف تحاول استغلال الجنوب لمصلحتها وليس لتحقيق المصالح المشتركة مع شعب الجنوب .

 

 يستطيع الجنوب اليوم وبما يملكه من قوة ومن أدوات حقيقية ان يحدد ما يريده بوضوح وان يسعى للأهداف التي ظل يناضل عنها منذ 1994م ، والإسراع في ذلك قبل ان يكون الممكن غير ممكن .وقبل ان نأتي لمرحلة تكون صنعاء قادرة  بتعيينات لمناصب ومواقع معينة فقط ان تجعل الحرب جنوبية جنوبية من خلال الولاءات والمحسوبية وعبر تلك المعسكرات التي يتم تنميتها وتعبئة أفرادها ضد الجنوب .

 

كيف ستستعاد الدولة الجنوبية ومجرد النقد الصريح للخطاب السياسي اليمني يمثل معضلة لدى الساسة الجنوبيين .

 

 الجنوب اضاع الطريق وتجمدت اهداف التحرير واستعادة الدولة  وتوقفت وسائل وأدوات تحقيقها وان كان لم يفقدها، وتم الاكتفاء بانتظار الفتات الذي سيمنح للجنوب من أي تسوية سياسية قادمة بين الأطراف المتصارعة شمالا  ، ناهيك عن حرب اخرى يراها الجميع  آتية لا محالة فور الاتفاق على صيغة سياسية يمنية تحل الأزمة وتستثني الجنوب  .

 

كنا نظن ان الانتصار الميداني كفيل بتحقيق إرادة الشعوب لكن رغم الانتصارات وسطوتها فما زلنا نفتقد للأسلحة الخاصة بتغيير السياسات والتوجهات، أسلحة الضغط والتطمينات والمصالح المشتركة .

 

*- زكي اليافعي