خُرافات ‘‘الإخِوَان‘‘ .. بُطولات مِن ‘‘وَرَقْ‘‘

2017-04-12 00:36
خُرافات ‘‘الإخِوَان‘‘ .. بُطولات مِن ‘‘وَرَقْ‘‘

الانسي يحارو الحوثيين في صعدة بعد سقوط صنعاء في أيديهم

شبوه برس - خاص - اليمن

 

كان من غير المستغرب أن يهاجم إعلاميو وناشطو «حزب الإصلاح» ومن لفَّ لفهم، الانجازات العظيمة التي حققتها الأجهزة الأمنية بـ «عدن» والمتمثلة في إحباط عملية «جولدمور» الانتحارية التي سبقتها سلسلة من عمليات الرصد والتتبع الاستخباراتية. إذ كان من المتوقع أن يشكك أولئك النفر بتلك العملية النوعية التي وصفوها بأنها كانت مجدر تمثيليات وادعاءات لبطولات وهمية ، على حد قولهم.

 

ووفقاً للتجارب، لا يمكن لإعلام «الإصلاح» أن يقتنع بأي منجز أمني في عدن أو حضرموت أو غيرها من المناطق الجنوبية المحررة، فهو لا يعترف بوجود مخاطر إرهابية حتى في حال تنفيذ هذه العمليات، إذ كثيرا ما رأيناه يتجاهل الجريمة وضحاياها، منشغلاً بتحميل القيادات المحلية مسؤولية ما حدث.

 

ووفق هذه التجارب ايضاً، لا يمكن اقناع إعلام وناشطي «الإصلاح» بفاعلية أداء أمن عدن الذي استطاع في فترة وجيزة تأمين المدينة وطرد العناصر الإرهابية التي ينتمي معظم عناصرها لـ «حزب الإصلاح».

 

إعلام الإخوان وناشطوه قد يؤمنون بتحرير مدينة بـ «الطُبول» و«الرقص» تفرُّ على إثرها المليشيات وتصمت على أنغامها المدافع والدبابات، لكنهم لن يؤمنوا ولن يعترفوا بحقيقة مشهد انتزاع جندي محترف، حزاماً ناسفاً من خصر إرهابي، هالك.

 

 

تحليل

لذا فإن التفسير المنطقي الوحيد لحماس الاصلاحيين في التشكيك بالإنجازات الأمنية بـ «عدن» هو حرص هؤلاء على تسويق فكرتين، أولهما إظهار العناصر الارهابية، والتي ينتمي أغلبها لـ «حزب الإصلاح»، بوصفهم ضحايا لا بوصفهم قتلة و مجرمين.

وثانيهما، زعزعة ثقة المجتمع القوية بالأجهزة الامنية وبقيادتها المحنكة التي اثبتت نجاحا منقطع النظير في تنفيذ مهامها على صعيد الملف الأمني بـ «عدن» الذي شهد تحسناً كبيرا يصب في ترسيخ حالة من الاستقرار والطمأنينة التي افتقدتها المدينة إبَّان الحرب.

بيد أن الأسوأ، هو أن هذه الجماعة ومن يدور في فلكها، باتت تعتبر نفسها معنية بشكل أساسي ومباشر بالدفاع عن الارهاب والارهابيين بواسطة تبريره مقابل التحريض المستمر ضد الأجهزة الأمنية بالعاصمة عدن والتشكيك بنجاحاته، في حالة تكشف عمق العلاقة الوطيدة بين هذا الحزب والتنظيمات الارهابية و أدواتها كـ «القاعدة» و «داعش».

 

بِسْبَاس المخلافي

في العاشر من نيسان/ إبريل من العام المنصرم 2016م ظهر القيادي الإخواني «حمود المخلافي» على قناة اليمن التي تبث من الرياض منتشياً فخورا وهو يروي للعالم بطولات ودهاء عناصر مقاومة «حزب الإصلاح» بـ «تـعـز» وكيف أنها نجحت في تحرير أحياء مهمة بالمدينة من خلال تكليفها لمجموعة من «المُهمَّشين» بالقيام بعملية قرع الطُبول و أداء الرقصات، بطريقة أثارت الخوف والهلع في صفوف الحوثيين حتى فروا هاربين ، كما يقولون، فكانت هذه أدهى وأخطر خطة عسكرية في تاريخ الحروب لدى« المخلافي».

 

وفي الوقت لذي لم تتوقف فيه الآلة الإعلامية لـ «حزب الإصلاح» عن سرد الإنجازات والبطولات الخارقة للمقاومة المحسوبة على الحزب، إذا بها تمعن في تكريس خطاب دعائي هابط بحديثها في 23 ديسمبر من ذات العام 2016م مفاده نجاح مقاومة تعز بتنفيذ خطة جهنمية تحت إشراف مباشر من قائدها حمود تمثلت في تحرير عمارة شاهقة بـ «جبل الذئاب» بواسطة إحراق (جُونية بِسْبَاس) أجبرت مقاتلي الحوثي وعفَّاش على الفرار.

 

المُقاوم المُقاوِل

ومع مرور الأيام و الأشهر، وانكشاف حقيقة تلك الأكاذيب بسيطرة مليشيات الحوثي وصالح على تعز ومحاصرتها واحتلالها والعبث في كل أنحائها. حدث و أن فرَّ القائد الهُمام «حمود المخلافي» بمئات الملايين من الريالات السعودية ليتحول من «مُقاوم» بـ «تـعـز» إلى «مُقاوِل» في «اسطنبول» .

 

ولا غرابة في ذلك ، حيث أن تاريخ «الاصلاحيين» و«الإخوان» في مجال إنتاج الخرافة، مُوغل في القدم، لكن أشهرها ما أشاعوه في العام 2012م عندما أصروا على إقناع الرأي العام بأن شيخهم «عبدالمجيد الزنداني» قد حصل على براءة اختراع خاصة باكتشاف علاج جذري لمرض نقص المناعة «الإيدز» وهو ما عجزت عنه أرقى مراكز الأبحاث والمختبرات العالمية. ثم مرت الأيام و لم يظهر علاج الايدز، بل واختفى «الزنداني» نفسه ،ولم يعد يظهر إلا في المناسبات العامة والأفراح والموائد الدسمة .

 

كل هذه القصص الساذجة، التي لا يقبلها العقل والمنطق، وغيرها، لم يخجل «إعلام الاخوان» وفي مقدمته موقع «الجزيرة نت» الشهير من تسويقها والترويج لها بمعية عشرات الناشطين الاصلاحيين باعتبارها مسلمات وحقائق، و بالتالي على العالم تصديقها .