أخطاء عاصفة الحزم أنتجت السباق الإقليمي والدولي على الجنوب العربي

2025-06-19 16:06
أخطاء عاصفة الحزم أنتجت السباق الإقليمي والدولي على الجنوب العربي
شبوه برس - خـاص - عــدن

 

*- شبوة برس – علي محمد السليماني

عندما ارتكبت دول التحالف الخطأ الاول في عاصفة الحزم عام 2015 بتسليم انتصار المقاومة الجنوبية والقوات الجنوبية لشرعية متخادمة مع الحوثيين ومع إيران وهربت من صنعاء دون طلقة رصاصة واحدة وهربت من عدن دون طلقة رصاصة واحدة أيضا.. واحرمت شعب الجنوب العربي من لذة تذوق انتصاره بقيام دولته المستقلة وأجبرت أسر الشهداء الجنوبيين أن يتسولوا حقوقهم من الطرف الذي هزمه الشهداء ولكن فرضه التحالف محتلا للجنوب.. 

وحذرنا من مغبة التمادي في فرض هذه الجريمة على شعب الجنوب فلن توجد أمن واستقرار في الجنوب ولن تحرر اليمن واوضحنا في تناولات متعددة ان تسليم مصير شعب لقوى معادية له أمر خطير وستكون له انعكاسات محلية وإقليمية ودولية ..

 

 والخطأ الثاني هو دعم غزوة خيبر في اغسطس2019 وإعادة احتلال شبوة  واجزاء من محافظة أبين والقضاء على قوات  النخبة الشبوانية صانعة الانتصارات في محافظة شبوة تلك القوة التي وضعت حدا للقاعدة وأنصار الشريعة والإرهاب.. وقلنا إن لم تراجع السعودية موقفها المتمادي في الخطأ في ملفي الجنوب واليمن فإن الامر سيكون كارثيا ليس على الجنوب العربي وانما على المنطقة برمتها وان أطراف إقليمية ودولية ستتدخل للحصول على نصيبها من كعكة الجنوب العربي المراد تقسيمه وتقاسمه بل ان الأمر قد ينسحب إلى الفضاء الدولي وصراعاته العنيفة. وهذا مايحدث الان من اسرائيل الى إيران ومن واشنطون إلى موسكو..

 

والخطأ الثالث هو تعظيم تمزيق الممزق الجنوب بزيادة تمزيقه بتفريخ مكونات تتحدث باسم الجنوب وهي لا تؤمن بقضية الجنوب ولاتدين بالولاء للجنوب.. والأدهى من ذلك تفريخ قوات عسكرية غير واضحة تشكيلاتها وغير واضحة أهدافها ولاعقيدتها القتالية..

 

الخطأ الرابع فرض شراكة على المجلس الانتقالي الجنوبي مع أطراف يمنية لاتعترف بالقضية الجنوبية وايضا عدم تمكين المجلس الانتقالي الجنوبي من حصة الجنوب بل مكنوه من ربع الحقائب المخصصة باسم الجنوب الأمر الذي جعل الشرعية أن تفرض حصارا جائرا على شعب الجنوب في الخدمات والمرتبات وانهيار العملة المفروض التعامل بها في الجنوب تحت اسم كودي (المناطق المحررة) حتى أوصلت تلك الشراكة شعب الجنوب إلى الكارثة الإنسانية ومكنت اليمن الذي يسيطر عليه الحوثيين إلى الانتقال من اللعب مع الكبار إلى الصراع معهم  .. وهكذا كانت الأخطاء من قبل التحالف العربي  الذي كشف عجزه السياسي والعسكري أمام عصابات  ظلت تعبث به على مدى إحدى عشر سنة ومازالت حتى وصلت الأمور في المنطقة إلى هذه الحرب الكارثية التي تلقي على المنطقة بسحبها الداكنة وتهددها بالرماد النووي..

 

 الباحث / علي محمد السليماني