السيد زين صادق وعن يمينه السير شامبيون وعن يساره الوزير سلمان

يقولون " شر البلية ما يضحك"، وهناك قضايا عديدة تقع في دائرة هذه المقولة.. نتحدث عن استعادة أرض الجنوب .. نتحدث عن عدالة قضية.. نتحدث عن شعب نُهبت أرضه وثرواته ونحن في وادٍ غير ذي زرع.. المثل الإنجليزي((physician Heal Yourself)) ..

أي: "يا طبيب داوِ نفسك" لأن الطبيب يفقد حقه في علاج الناس وهو نفسه مريض.. لا تتحدث عن حقك المسلوب وأنت سارق .. من يطلع على ملف قضية العقار رقم (1333/317) في شارع أروى بكريتر (جوار ورشة السبراتي) التابع للراحل الكبير السيد زين صادق الأهدل ويطلع على أوراق ملف القضية - وثيقة وثيقة وورقة ورقة – سيخلص إلى آفة السرقة التي تسري في دمائنا وهي آفة ثبتت أنه لا يمكن لأي قوة أن تقف ضد اللصوص.

الشخصية الوطنية والنقابية والسياسية والاجتماعية البارزة السيد زين صادق الأهدل الذي أسس أول كيان نقابي للنجارين عام 1948م وكانت جمعية النجارين التي توسعت لتصبح نقابة العمال الفنيين بالتعاون مع صديقه محمد صالح سعيد وأصدقائه في حارة المظلوم بحي العيدروس بكريتر.

عند تأسيس مؤتمر عدن للنقابات ATUC في مارس 1956م شغل السيد زين منصب رئيس المؤتمر فيما شغل راحل كبير آخر هو عبدالله عبدالمجيد الأصنج منصب الأمين العام للمؤتمر، وعلى المستوى السياسي الوطني كان السيد زين صادق الأهدل من قياديي رابطة أبناء الجنوب (SAL).

الدكتور عبدالرحمن عبدالله والسيد زين صادق:

وفي صحيفة "صوت العمال" في عددها الصادر يوم الخميس 3 مايو1990 (أي قبل 27عاماً) كتب راحل كبير آخر وهو الدكتور عبدالرحمن عبدالله موضوعاً موسوماً (الأول من مايو أو السيد زين صادق) ومن ضمن ما جاء فيه (لا نريد أن نحوّل هذا اليوم إلى حائط مبكى جديد.... ولكن أريد أن أحتفل وأحتفي ولو (سكتة) أي لوحدي، برجل من طلائع الحركة العمالية في بلادي، ذلكم هو السيد زين صادق، الرجل غني عن التعريف وأكبر من كل تكريم...).

السيد صادق وعن يمينه السيد شامبيون وعن يساره الوزير سلمان:

ملف عقار السيد زين صادق حافل بالوثائق والأوراق لكنها قلة حياء البشر ووقاحتهم وبجاحتهم بل ووقاحة وبجاحة الصامتين والمتسترين عنهم ومن ضمن تلك الوثائق وثيقة بريطانية بالعقار المذكور وقع عليها السير ريجنالد شامبيون، حاكم عدن كمؤجر للأرض والسيد زين صادق كمستأجر للأرض، وورد في الوثيقة أنها وقعت يوم 31 مارس 1950م (أي قبل 67عاماً) ووقعت أمام وثيقة أخرى: وثيقة إعادة ملكية العقار رقم 1333/317 شارع أروى بكريتر - عدن لمالكها السيد زين صادق الأهدل ومؤرخة في 3 أكتوبر 1992م (أي قبل 25عاماً) والموقع على الوثيقة هو محمد أحمد سلمان، رئيس اللجنة العليا للتعويضات وزير الإسكان والتخطيط الحضري.

هناك مذكرات رسمية إحداها بتوقيع الراحل الكبير محمود عبدالله عراسي، محافظ محافظة عدن إلى جهات عليا بوزارة الدفاع بإخلاء المحل المذكور وإعادته لصاحبه الشرعي السيد زين صادق، وهناك مذكرات من جهات عليا في وزارة الدفاع إلى القاعدة الإدارية بالوزارة بإخلاء العقار وإعادته لمالكه الشرعي..

وفوق هذا وذاك هناك حكم المحكمة الابتدائية بإخلاء العقار المذكور وإعادته لمالكه الشرعي السيد زين صادق والحكم مؤيد من محكمة الاستئناف بعدن.

السيد زين صادق ينتقل إلى جوار ربه شاكيا له ظلم العباد:

وفي المدينة المباركة القاهرة وفي جمعة مباركة صادفت 4 أغسطس 1995م انتقل السيد المغبون زين صادق الأهدل إلى جوار ربه شاكياً له ظلم سفالة جنوبيين سرقوا عقاره ويتحجج اللصوص ومناصروهم بأن اللصوص بأيديهم عقود انتفاع من الإسكان، ملعون أبوها عقود .. ملعون أبوها إسكان، ملعون أبوهم المدافعون عن اللصوص .

لمزيد من التفاصيل يرجى مراجعة حلقة رجال في ذاكرة التاريخ التي نشرتها لي "الأيام" في 21 ديسمبر2003م عن السيد زين صادق ..

كلمة أخيرة للمسؤولين الجنوبيين، إننا قارعنا وبكل ما نملك لصوص الأمس من الشماليين ولن نسكت عن اللصوص من الجنوبيين.. وكلمة أخيرة لورثة السيد زين صادق بأن ما من حق يضيع وبعده مطالب، وسنطالب كل الجهات الإقليمية والدولية بردع اللصوص الجنوبيين بإعادة الحق إلى أصحابه .

والله من وراء القصد!!