قال الكاتب والسياسي " لطفي شطارة " في مقال له ، أن ما يجري في عدن تحديداً من إخفاقات وتعطيل للخدمات في المدينة ، ماهو إلا صراع بين مشروعين ، لن ينتهي إلا بانتهاء الحرب .
وذكر " شطارة " أن الصراع بين مشروع الأقاليم وإطالة البقاء في السلطة متمثلاً بالشرعية ، وبين مشروع الجنوبيين في استعادة دولتهم حتى ولو عبر مرحلة انتقالية ، تظهر تجلياته واضحة في الحالة المأساوية التي وصلت لها عدن وبعضاً من المناطق المحررة الجنوبية . وأوضح الكاتب أن السلطة لا تريد من الجنوبيين تجاوز شرعيتها ، فيما لا يريد الجنوبيون من الشرعية تجيير مشاركتهم معها في بعض المناصب لصالح مشروع الأقلمة وبقائها في السلطة .
يقول الكاتب : " الشرعية وضعت نفسها في ورطة في الجنوب .. عندما عينت قيادات جنوبية قوية اكتشفت لاحقاً أنهم مع جنوبية الرئيس ولكنهم ضد المشروع السياسي الذي يريد فرضه بالأقاليم . نحن في كل محافظات الجنوب ندفع ثمن هذا الصراع وعلينا تحمله ، لأن القبول بمشروع التقسيم والأقاليم ، يعني بقاء الجنوب في الوحدة ودفن قضيته لإرضاء قوى النفوذ في الشمال ولاستمرار بقاء الشرعية والإصلاح في السلطة " .
وأكد " شطارة " أن ابتلاع قضية الجنوب والتحكم به لم يعد تكتيكاً من الشرعية ، بل سياسة ممنهجة تجلت في عرقلة الخدمات وخلق حالة تدمر ونقمة شعبية ضد قيادات السلطات المحلية في المناطق المحررة بما فيها حضرموت التي تسعى لتجاوز صلاحيات محافظها ، ولإفشالها بتعمد وحرق رصيدها في الشارع واقناعه أنه لا بديل عن الأقاليم لأن الجنوبيين فشلوا في إدارة محافظاتهم فكيف ببلادهم .