هذا الكم الهائل من فرط الأنانية سبقت كل الأحداث التي مر بها الجنوب .. أخرتنا عن إنجاز طفرات التقدم للأمام منذ فجر الثورة وهاهي تعود من جديد بثياب مفصلة لأنواع الصراعات..
لن يدر بخلد حامل النرجسية أنه يحمل معول الهدم لهدف يناضل عليه فصار هادم مع الهدامين فإذا خرج من المكان المرموق الذي كان يشغله عرف ساعتها فرط الأنانية التي استحوذت على تفكيره فصار عدوا ظاهرا يحمل معولين للهدم في كلتا يديه..
انظروا الى حالة الصراع بدايتها أنانية بسيطة ..أنا قدمت وأنا ناضلت وآخرتها نرجسية قاتلة كلما توغل فيها زاد من سخونتها..
اليوم وصل الأمر بالبعض إلى التمذهب والتخندق خلف الماضي في استدعاء الحزبية الضيقة .. خلقت لنا مذاهب عقائدية علم أو لم يعلم حتى في الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل واتباع اليسار النهج القديم كقولهم لنا علاقة بها يجب أن نقف بجانبها ذلك النهج القديم هو الذي رماهم في حضن الحوثيين...
من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار والعكس أيضا صار ماثلا أمامنا في شرائح من راس هرم الشيوعية إلى درك الإخوان المتأسلمين في بوتقة تبادل الأدوار جزء إيراني شيعي وجزأ إمبريالي صهيوني ثم خذ دوري واعطني دورك في حكاية مملة رسمتها أحزابهم في السلم تدمير بلدانهم وفي الحرب تدمير بعضهم بعضا..
هذه النرجسيات وجدت بين صفوفنا في مواقعنا في جروباتنا لماذا سرق علي ذلك الشخص إسم جروبي..
مازلنا في النقطة العمياء والنرجسية تتطور أنا المناضل وغيري وهم تتبعونه..
هذه البداية حتى نصل إلى مرحلة ثائر ثم أعلى كحال علي ناصر محمد ثم الحضيض وتستمر النرجسية القاتلة في عمر التسعين يحلم بحكم اليمن في حقد دفين للجنوب والإقليم..
عودوا إلى مرتبة رئيس جماعة كان ذات يوما محبوبا ثم صار منبوذا نتيجة سلوكيات أنانية أوصلته إلى قعر الحضيض لن يتصور أين سيكون المنتهى..
هذا وطن وهذا نضال فمن كان نضاله من اجل وطنه وظل على ذلك فطوبى له ومن كان نضاله من أجل المنصب وحزبه وغنيمة يغتنمها فالسقوط المدوي حتما في الطريق..
ولقد مرضت النفوس كثيرا حتى وإن بلغ من العمر عتيا فمن أجل نرجسية النفس الطماعة لابأس من بيع الوطن والمبادئ والدين إذا لزم الأمر..
فمن حيث بدأت فالزم الرشد وحكم العقل واقتل هوى النفس الأمارة بالسوء..
وافتح كتاب الله وقرأ ماتيسر منه وردد هذه الآية..
وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خسارا...
الإسراء ..82..