في شاطئ مدينة ريمي على الكورنيش يعتكف هناك رجال وشيوخ خدموا الارض سنوات طويلة.. كانوا رجال القوات المسلحة والقوى الجوية والدفاع الجوي وكانوا العيون الساهرة..
ذهبت الى الكورنيش ووجدت الخيم وزحام بالعشرات يفترشون الطرقات بحثا عن رواتبهم.. يقول احدهم :"اليوم ضاق بنا الحال ونحن مشتتين في الشوارع ولم يأتي الينا احد لينظر في قضيتنا.. مللنا اللجان واللجان واللجان.. نريد حلا عاجلا لرواتبنا نحن مؤجرين منازل ولدينا التزامات وعائلات واطفال ونحن الان لنا ثلاثة والبعض اربعة اشهر من دون مرتبات
وقال اننا ننبه كل المسؤولين انه اذا تشردت عائلاتنا واطفالنا واصبحنا نبحث عن رغيف الخبز فاننا عندها مضطرين ان ندافع عن حقوقنا وكرامتنا باي طريقة نراها وعندها ستحدث قلاقل وفوضى ونحن نخلي مسؤوليتنا امام الله))
يا جماعة الخير يا حكومة يا دولة هؤلاء مواطنينا واهلنا واخواننا...عيب عيب والله اناس عقداء ورواد ومهندسين وضباط وكوادر عسكريه يفترشون الطرقات من اجل الحصول على مرتباتهم..افترشوا في الخيم ونامو الليالي بعيدا عن اهاليهم لعل وعسى الجهات المختصة تتحرك وتعمل حلول..
يا جماعة والله عيب عيب وضعتوا هؤلاء كأنهم لاجئين في وطنهم..ايش عاد باقي بالله عليكم ؟ ما باقي الا تأتي منظمة دولية وتصرف لهم الخيام وحمامات سفري وادوية وتعملوا لهم سور ويكونوا لاجئين في بقعة من الوطن!!
هذا لايرضى به دين ولا عرف ولا اخلاق ولا مسؤول صادق بعرف الله.. هؤلاء متقاعدين تشهد لهم الارض والسماء والبحار والتراب انهم كانوا عقداء وضباط وجنود يعملون في الجيش والقوى الجوية والدفاع الجوي.. فكيف اليوم ترموهم على قارعة الطرقات دون ان تتدخل اي جهة لحل مشاكلهم..
ماهي مهامكم ايها المسؤولين؟؟ لماذا حملتوا امانة المسؤولية امام الله وعاهدتوه انكم ستعملون خدمة للناس وحل قضاياهم...
هناك هناك في كورنيش ريمي المتقاعدين موجودين مع خيمهم يسامرون الليل والقمر ويبتهلون الى الله ان تحل قضيتهم وتصرف مرتباتهم..
تفحصت النظر بصمت في وجوه البعض فالله الله المستعان شعرت بألم كبير.. البعض منطوي في الركن صامت يطوس كئيب يقلب اصابعه لا يعرف ماذا يعمل.. والبعض نائم على التراب وحجار في نوم عميق من شدة الاعياء والانهاك والمتابعة الواهمة.. تحدثت الى بعضهم فكانوا يتلعثمون مجروحون من الداخل من شدة العوز والحاجه خاصة وعائلاتهم تنتظرهم لعل وعسى يسدون رمق الجوع والعطش ويعيشوا مكرمين اعزاء..
هناك هناك عند كورنيش ريمي ستجدون اناس شرفاء ابطال قدموا كل شيء للأرض واليوم يكافئون بالنسيان..
الله المستعان على نخوة الرجال المسؤولين الذين يشاهدون هذه المشاهد من رفوف سياراتهم الفاخرة ويمرون امام هؤلاء مرور الكرام وكأنهم يتسولون رغيف الخبز متناسين ان هؤلاء رجال ابطال عانقوا السماء شرفاء دار عليهم زمن اغبر بلطجي وقاسي لا رحمة فيه ولا مسؤولية ولا خوف من الله..
هناك هناك ستجدوهم يفترشون تراب الارض اذهبوا اليهم واجلسوا معهم واعملوا بأخلاق الرجال وامنحوهم بسمة الحياة وكرامة المعيشة فإني والله العظيم قد رأيت بعضهم قد وصلوا لمرحلة الاحباط.. الحقوهم قبل ان تحل بهم كارثه ويتحولون الى شر مستطير فرضتوه عليهم فرضا وليس بقناعتهم..
اللهم اني بلغت
*- علي عمر الهيج