صباح الثلاثاء 21 مارس 2017م حالة من الفوضى والعربدة والفساد تسود قاعة محكمة استئناف صنعاء والقاضي عبدالوهاب السادة .. أحمد الأبيض محامي وزارة الداخلية في نوبة ضحك هستيرية مع أفراد المحكمة والمحامي باسم الشرجبي، محامي الأسير الجنوبي أحمد عمر العبادي المرقشي ينتقد بحدة هذه الحال الاستعلائية والاستكبارية ويقول للضاحكين سولت لكم أمر الضحك الذي لا مبرر له لأنه مسَّ بعدالة وهيبة القضاء، وكيف لكم تضحكون وأنتم خصوم لموكلي العبادي؟ وكيف سيفسر العبادي هذا التصرف الشاذ ؟.
سرد لي الأسير الجنوبي العبادي المرقشي (أبوعبدالحكيم) تفاصيل الوضع الكرتوني في قاعة محكمة استئناف صنعاء بعد ظهر أمس وأبلغني بأن القاضي السادة سأله أين المحامي الشرجبي؟ فأجابه العبادي: المحامي باسم الشرجبي انسحب بعد أن تأزم لمشاهدته ذلك الوضع الكرتوني الضاحك، والرجل مريض فآثر الانسحاب، فنطق القاضي السادة بتأجيل الجلسة الأخيرة إلى 18 إبريل 2017م ليصبح إجمالي الجلسات (23) جلسة ..
كان الأسير الجنوبي العبادي قد واجه القاضي السادة في أول جلسة انعقدت يوم 13 أغسطس 2014م بأن محاكمته سياسية بحتة، فرد عليه القاضي السادة: أمامي ملف بالقضية.. فرد العبادي: أي محاكمة وقد انكشفت المراسلات بين أمين عام مجلس الوزراء والمفتش العام ومصلحة السجون والسجن المركزي بصنعاء ورجل السلطة التنفيذية يسألهم: إلى أين سارت قضية حارس الأيام؟، وقيض الله للأسير العبادي جنديا قال له: هناك مراسلات سرية نسجت منها خيوط تآمر عليك.
الأسير العبادي رجل مؤمن بالله ولا تجده إلا صواما قواما مبتسما منشرح الصدر في كل الأحوال.. والتواصل بيني وبين الأسير العبادي لاينقطع أما بالصوت أو بالكتابة، واستمر كذلك حتى الثلاثاء 21مارس 2017م يوم الاحتفال بعيد الأم والعبادي يحتفل بعيد الآلام وحسبه الله ونعم الوكيل.. حسبه الله لأن الأمور كما يراها هو وأراها أنا ويراها غيري أن علي عبدالله صالح لايزال الحاضر الأكبر ولايزال نفوذه شاملا سلك القضاء ..
الأسير العبادي يطالب القاضي السادة بأن يبرز أوراق الشهود وحدد بالاسم الشخص والسادة يتهرب بزعم أن الشاهد أدلى بشهادته أمام المباحث والعبادي يؤكد أنها أمام القضاء، وإذا كان خصمك القضاء فلمن تلجأ ؟! بديهي أنك ستلجأ للذي لاتأخذه سنة ولا نوم ..
المحامي الأبيض - صديق النظام وصديق الداخلية - علق على طلب العبادي بالقول: كلكم جنوبيون.. وهنا قاطعة الأسير العبادي بصوت عالٍ: يا أبيض أنا جنوبي وأفتخر.. القاضي السادة يصرخ بعد أن عمت الفوضى قاعة المحكمة: أسكت.. أنت دوخت بنا، والمحامي الأبيض يصرخ في وجه العبادي: أنت قاتل.. والعبادي يصرخ في وجوه الجميع: كيف تحاكمون جنوبيين أبرياء والقتلة الشماليون يسرحون ويمرحون؟ لماذا لا تلقون القبض عليهم وتحاكمونهم؟!
سيدين التاريخ نظام صنعاء القبلي الطائفي العنصري وكل رموزه من شيوخ وعسكر نافذين بأن الجنوب بكل رجاله ومؤسساته مستهدفون بدءاً بالهجوم العسكري الذي نفذه (12) مسلحا جاؤوا على متن (3) سيارات للهجوم على مبنى "الأيام" وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل يوم الثلاثاء 12فبراير 2008م وكان مشهدا رائعا: صنديد يواجه (12) رعديدا، وكرر الثلاثاء نفسه يوم 5 مايو 2009م عندما احتجبت "الأيام"، وكرر الثلاثاء نفسه يوم 5 يناير 2010م يوم الهجوم البربري القذر على مبنى "الأيام" وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل في عدن، وكان يحيى محمد عبدالله صالح، قائد الأمن المركزي مرابطا بجانب مبنى البريد بمدينة كريتر المجاور لـ "الأيام"، وكرر الثلاثاء نفسه يوم 24مارس 2010م يوم إطلاق هشام باشراحيل من سجن البحث في معسكر طارق، وكرر الثلاثاء نفسه يوم 24 إبريل 2012م يوم سفر هشام مع نجليه باشا ومحمد إلى ألمانيا وهناك فاضت روحه الطاهرة في الثانية من صباح السبت 16يونيو 2012م في العاصمة الألمانية برلين .
إلى الأسير الجنوبي أحمد عمر العبادي المرقشي وإلى كل المغلوبين على أمرهم أقول: "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون"!!..