السادة آل باعلوي لآلِئُّ منثورة في بحر آل الرسول ..

2017-01-30 16:22
السادة آل باعلوي لآلِئُّ منثورة في بحر آل الرسول ..
شبوه برس - متابعات - المدينة المنورة

 

طائفة حسينية مباركة من نسل السيد علي العريضي بن الإمام جعفر الصادق بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام , ونسبته للعريض قرية على أربعة أميال من المدينة المنوّرة , وهي محلة اليوم بداخل المدينة وكان قبره بها إلى عهد قريب وقد أزيل وخرب المسجد فإلى الله المشتكى ، ويقال لهم العريضيّون ومن أعلام البيت العريضي ونجم من نجومه , السيد أحمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي, وله أعقاب كثيرة ، منهم أبو جعفر محمّد بالري ، وعلي الرملة ، والحسين عقبه بنيسابور، وعبد الله يعرف بعبيد الله وإليه تنتهي طائفة السادة آل باعلوي بحضرموت ،وبالأخص في تريم وسيون ,والحجاز , وإندونيسيا, والهند, وماليزيا،, سنغافورة ، وجزر القمر ، وكينيا وبعض بلاد أفريقيا, ولهم انتشار قد بارك الله في ذراريهم فانتشروا في أصقاع الأرض للدعوة إلى الله بمنهجهم القويم , ويعرفون بالسادة (بني علوي أو آل علوي أو باعلوي) ، وهم قبيلة عظيمة حازوا على الشهرة والاستفاضة منذ القدم بانتسابهم إلى أهل البيت , فيهم العلماء , والأدباء و والنجباء , والنقباء , والروساء , والسلاطين والوزراء والدعاه , ورجال الإصلاح , وأرباب الوجاهة .

 

قال الزبيدي في الروض : أحمد بن عيسى النقيب الرومي , وهو جد هذه الذؤابة المباركة وقال الزبيدي أيضاً : كان لأحمد بن عيسى النقيب على ما ذكره مصعب والبخاري والعمري صاحب مشجر الأنساب من الولد اثنان محمد , وعبد الله وقيل بالتصغير عبيد الله هكذا حكاه مصعب الزبير , وقد كان من معاصرية , وأهل مكة أدرى بشعابها ؛ قال شيخ الشرف العبيدلي : هاجر الشريف أحمد بن عيسى النقيب من المدينة إلى البصرة في العشر الثانية من القرن الثالث الهجري , وخرج منها هو وولده  .

 

 

قال اليماني في النفحة : ومن ولد عيسى السيد أحمد المنتقل إلى حضرموت  .

 

قال السمرقندي في تحفته بتحقيقنا : خرج السيد الشريف أحمد بن عيسى ومعه ولده عبد الله في جمع من الأولاد والقرابات والأصحاب والخدم من البصرة والعراق إلى حضرموت واستقر فيه وسكنه ذريته   .

 

أقول : وقد تتبعت عقب عبد الله بن أحمد فيما ذكره النسابون كالسمرقندي وابن شدقم وخاتمة العصر الزبيدي وبما أثبته في شرح الأصول لما هو موافق كتب وجرائد النسب  .

 

أقول : أما عبد الله بن أحمد   فأولد علوي , وأعقب علوي محمد وأعقب محمد علوي وأعقب علوي علي , وأعقب علي الشهير بــ (خالع قسم) محمد الشهير بــ (صاحب مرباط) وأعقب محمد من ابنيه علوي وعلي  .

 

إما علوي بن فله أربعة أولاد أحمد وله عقب , وعبد الله ولا عقب له , وعبد الملك عقبه ببلاد الهند , وعبد الرحمن وله ذيل .

 

وإما علي فله الفقيه المقدم محمد , وله عقب كثير .

 

وقد ذكرهم الجندي في السلوك وتبعه الأهدل في التحفة وقال : وممن ورد تعز, جماعة من الطبقة , منهم : الشريف بن جديد, وهو : أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن جديد بن عبيد الله بن أحمد بن عيسى بن محمد بن  علي  بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين  بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه  , وأصله من حضرموت من أشراف هناك يعرفون بآل أبي علوي بيت صلاح ، وعبادة وتصوف  .

 

قال المحبي في الخلاصة : وآل باعلوى منسوبون إلى علوي وهذه النسبة وأن لم تكن من وضع العربية لكنها معروفة لأهل الديار الحضرموتية فإنهم يلزمون الكنية الألف بكل حال على لغة القصر فيقولون لبنى علوي باعلوي , ولبنى حسن باحسن,  ولبنى حسين باحسين ؛ وعلوي هو : ابن عبيد الله بن أحمد بن عيسى فإنه جدهم الأكبر الجامع لنسبهم ونسبهم مجمع عليه عند أهل التحقيق  .

 

قال اللبني في حديثه : وأكثر السادة قاطني  مكة والمدينة هم آل باعلوي الذين انتشر ذكرهم في حضرموت، ثم صاروا يقدمون من حضرموت إلى مكة والمدينة وغيرهما من بلاد الله، وهم من نسل الفقيه المقدم ، وهو من ذرية عيسى المهاجر، وينقسمون اليوم إلى: سقاف، وعطاس، وحبشي، وجفري، وما أشبه ذلك ، فهؤلاء السادة هم المُسَلَّم  لهم لحفظ أنسابهم ، وهم المعروفون عند نقيب السادة في مكة والمدينة، ولا يكون نقيب السادة في مكة والمدينة إلا منهم، وهم تضبط مواليدهم أينما كانوا، وتحصر أسمائهم ,  وتحفظ أنسابهم على الطريقة المعروفة عندهم، لاقتسام وارداتهم من أوقاف ونحوها  .

 

قال النبهاني في رياض الجنة : إن سادتنا آل باعلوي , قد أجمعت الأمة المحمدية في سائر الأعصار والأقطار على أنهم من أصح أهل بيت النبوة نسباً , وأثبتهم حسباً , وأكثرهم علماً وفضلاً وأدباً  ,وهم كلهم من أهل السنة والجماعة على مذهب أمامنا الشافعي رضي الله عنه مع كثرتهم  إلى درجة لايقلون فيها عن مئة ألف إنسان ومع مجاورة  بلادهم ، وهي بلاد حضرموت إلى الزيدية في اليمن, ومع تفرقهم في سائر البلاد ولاسيما بلاد الهند  .

 

وقال أيضاً : ولا يمتري في صحة نسبهم وكثرة فضائلهم ومزاياهم التي تميزوا بها عن الأنام , ببركة جدهم عليه الصلاة والسلام , إلا من قل حظه في الإسلام  .

 

أقول :  ومنزل السادة آل باعلوي بلدة تريم المشهورة , قال عنها العيدروس  في النور : تريم التي قدرها كوزنها عظيم, وهي بتاء مثناة فوقية ثم راء مكسورة ثم ياء تحتية بعدها ميم , بلدة بحضرموت وهي أعدل أرض الله هواء وأصحها تربة , وأعذبها ماء , وهي قديمة يقال أنها كانت قديم الأيام عامرة جداً , وأما الآن فهي ضعيفة إلى الغاية  .

 

وقال أيضاً : وهي مسكن السادة الأشراف آل باعلوي , فإن جدهم أحمد بن عيسى لما قدم إلى حضرموت سكن فابتنى جشير بكسر الجيم والشين المعجمة وبعدها ياء مثناة من تحت ساكنة ثم راء, يعرف اليوم ببيت بني جشيب بالباء الموحدة , على نصف مرحلة من تريم. ثم أنتقل منها إلى الحسيسة بضم الحاء المهملة وفتح السين وياء مثناة من تحت بينهما مشددة مكسورة قريب منها. وأشترى بها عقاراً كثيراً وبها توفي ودفن في شعبها الشرقي , ثم أن ولده الشيخ عبد الله أنتقل إلى سمل بضم السين المهملة وفتح الميم وسكنها مدة زمان ,واشترى بها أموالا كثيرة. وهي على نحو ستة أميال من تريم, وحكي أن وفاته كانت بها. ثم أنتقل أولاده منها إلا بيت جبير, بضم الجيم وفتح الباء الموحدة وإسكان الياء المثناة من تحت وراء بعدها, قريب منها فسكنوها مدة , ثم انتقلوا إلى تريم وسكنوا بها وتوطنوها من سنة إحدى وستين وخمسمائة , إلى يومنا هذا فازدادت بهم شرفاً وفخراً إلى فخرها  .

 

أقول : والجد الجامع للسادة آل باعلوي في العالم : هو علوي بن عبد الله المعروف بـ (عبيد الله ) ابن أحمد المهاجر بن عيسى المذكور .

 

ولهم رابطة عظيمة تحفظ أنسابهم في حضرموت وإندونيسيا, في سجلات ودفاتر قل نظيرها , وتعرف بالرابطة العلوية وهي من أدق الجهات في عصرنا بحفظ الأنساب , ولهم أوقافهم في بلاد الحرمين الشريفين وغيرها القائمة اليوم والتي يصرف ريعها لهم حيث يقطنون من محل الوقف , وكان شيخ السادة في الحجاز منهم وهو بمثابة نقيب الأشراف آنذاك , وقد طالعت أكثر من وثيقة , وبعضها محفوظة في خزانتنا من بين أصول ومنسوخ في القرن الثالث عشر الهجري من وثائق أهل الحجاز عليها أختام تنص على ذلك , وقد أدركت في عصرنا من علماء أنسابهم , وبيننا وبينهم محبة ومودة ومذاكرة في الأنساب الطاهرة ومنهم شيخنا ومجيزنا المعمر السيد عبد الحميد زيني علوي عقيل وهو من بيت علم وفضل لهم في مشيخة السادة بمكة باع , وهو شيخ نسابي الحجاز في عصرنا , وله موسوعة كبرى في الأنساب مخطوطة أطلعني عليها , ومنهم شيخنا النسابة الوجيه السيد أبو سهل يوسف بن عبد الله جمل الليل, شيخ نسابة السادة آل باعلوي اليوم  , والذي شجر الكثير من كتب الأنساب في وقتنا الحاضر بالطريقة الحديثة وسهل على الباحثين الكثير , جعل الله ذلك في ميزان حسناته , ومنهم النسابة السيد علوي بلفقيه نزيل المدينة المنورة وله مؤلف هام أسماه البضعة المحمدية , وهو صاحب عناية وتحقيق في علم النسب في بني قومه خاصة وفي أنساب البضعة عامة , ومنهم شيخنا ومجيزنا الدكتور السيد كمال بن يوسف الحوت رئيس جمعية الأشراف بلبنان .

 

ومن أشهر بيوتهم في وقتنا الحاضر: : آل عقيل , وآل باعقيل, وأل بلفقية , وآل البيتي , وآل الجفري ومنهم آل  الصافي , وآل جمل الليل , وآل الجنيد , وآل الحبشي بكسر الحاء المهملة , وآل الحداد , وآل الحامد , وآل السقاف , , وآل سميط , وأل الشاطري, وآل شهاب , وآل طاهر , وآل الشيخ أبوبكر , العيدروس , وآل بكرية , وآل أبي نمي , وآل مرزق , وآل خرد , وآل البيض , وآل الشلي ,وآل الحييد , وآل مشيخ , وآل فدعق , وآل العطاس , وآل الكاف , وآل الهدار , وآل المحضار , وآل المشهور, وآل طاهر ,  وآل مديحج , وآل يحيى ., وآل الهدار , وآل البار ,  , وبن حفيظ , وآل الباروم , والجيلاني ,و بن شهاب الدين , والحوت , وباعبود , ,وآل بافقيه , والصافي , والخليفي , وغيرهم وقد فصلنا في أعقاب هذه الطائفة المباركة وفخوذهم وتراجم رجالهم وأعلامهم في كتابنا شرح الأصول .

 

*- بقلم : نسابة المدينة المنورة - الشريف أنس بن يعقوب الكتبي

 _ صدى العربي