هزتني صورة رأيتها في المواقع لكلب حزين طفرت من عينيه دمعتان كبيرتان وسألوه : ما اذي يبكيك يا طيب؟ قال : انهم ينعتون من يخون وطنه بالكلب.. هذه مسلمة طبيعية يا عزيزي الكلب .. البون شاسع جداً بينك بين العديد والعديد من بني البشر .. انت رمز للوفاء والفداء وهم رموز للخيانة والارتزاق..
ذكرني الكلب المقهور بحكاية اهتزت لها شبه القارة الهندية .. حكاية صاحب حيازات زراعية كبيرة في الريف الهندي كان نائماً في غرفة نومه في احدى ليالي السبعينات من القرن الماضي وقام مذعوراً من نومه وهو يرى اشتباكاً بين كلبه وبين احد افاعي الكوبرا وانتهى الاشتباك بموت الطرفين المتقاتلين .. خرجت جنازة مهيبة حضرها عشرات الالاف من الهنود وجاء المعزون من كل حدب وصوب يقدمون التعازي في وفاة الكلب الوفي..
عادت بي الذاكرة الى مجلة ((العربي)) النهوضية الكويتية في عددها الصادر في ديسمبر 1974م(اي قبل 42عاماً)
الصفحة 54- اوستن jane austen(1817/1775) ان الرسام الكبير ما يكل انجلو يصحب كلبه معه وهو يقدم باروع اعماله الفنية ، فقد ظل حيث كان يرقد فوق مخدة من الحرير ويرقب سيده حتى ينتهي من عمله فيقفز من مكانه ويتبعه عائداً الى البيت ..
وعندما بدأ الموسيقار العالمي شوبان يكتب سيمفونيته الخالدة Minute Waltz راح الناس يبحثون عن الفتاة المحظوظة التي سيقدمها لها فاذا به يهديها الى كلب صديقته الاديبة الفرنسية بورج ساند..
لما ذهب نابليون بونا بارت ليعيش في منفاه لم يكن وحده ، فقد فوجئ الجميع بكلبه الصغير لوريل يسير وراه الى المنفى ..
قال مارك توين يوماً: خد كلباً ضالاً جائعاً واطعمه واملا معدته فانه لن يعض اليد التي احسنت اليه يوماً ابداً.. هذا هو الفارق الكبير بين بعض الناس وهذا الحيوان الوفي الامين .. هذا هو رأي هذا الاديب الامريكي الكبير((1835/1910))..
هذه مجلة ((معين)) اليمنية كتب فيها الزميل عارف الشوافي في عددها الصادر يوم 30/ابريل/1999(الصفحة52/53) الموضوع ((كلب نجوى كرم وكلب امل كعدل))
وعرض الكاتب الخلاف الذي نشأ بينها وبين الصحافة المصرية ودافعت نجوى كرم عن نفسها لتدحض بالتهمة التي اشيعت عنها انها اساءت للاسلام في حديث تلفزيوني في ((قناة المستقبل )) وتحدث من يثبت ذلك اوانها ادلت بحديث لقناة المستقبل وبعد اثارت القضية منعت السلطات المصرية دخول نجوى كرم وعودتها على نفس الطائرة اللبنانية والمصرية من جهة اخرى وبين الصحف وبين نجوى كرم..
كل ما في الامر ان نجوى كرم تحدثت في مؤتم صحفي عن مجد الفن اللبناني وان لبنان منبع و راعي نجوى كرم فاغضب ذلك احد الصحفيين المصريين وصرخ بان هذه الصفة لا تستحقها الا مصر ففوجئت بمجلة ذلك الصحفي متهمها بانها شتمت مصر واساءت للاسلام وانها استعرضت كلبها والذي اسمتها (....) كما زعمت المجلة .. ومن الكلب الوفي لنجوى كرم الى الكلبة الوفية لامل كعدل ..
ففقي احد اللقاءات وكان لقاءها بالفضائية اليمنية وجاء سؤال المذيعة اليمنية عن طلاقها والزواج والوحدانية فقالت امل بالحرف الواحد : انا حالياً اعيش مع والدتي وكلبتي ثم مسحت على ظهر الكلبة تداعبها وقالت امل كعدل : كلما اشعر بالضيق اختلي مع كلبتي لأفكر في الماضي والمستقبل وقالت امل كعدل للكابتن عوضين المذيع في القناة الثانية في عدن : (( كلب امل اوفى من بعض الاصدقاء)) ..
يتحدث الزميل عارف الشوافي : انكشفت الغمة في مصر على نجوى كرم وسمحت لها بزيارة مصر وتكررت الزيارات وقال : وقوف هذا وذاك اكون كريماً اكثر وادعو الى (( زواج كلب نجوى من كلبة امل ))..
اعود لصاحبي الكلب الحزين واقول له : عداك العيب وحاشاك من الخيانة فما عهدناك الا وفياً وامين على ما تحرسه ومن تحرسهم وتنقض فجأة لتهجم على هدف غريب يحاول الاقتراب من صاحبك او ممتلكات صاحبك ...
انت يا صاحبي الكلب كما قال مارك توين لا تعض اليد التي احسنت اليك ولا يمكن لاحد كائناً من كان ان يغريك باللحم الفاخر ، سواء كان احمراً او بشرياً او حتى يستدرجوك بكلبة عربية او اسلامية ينفذون اعمالاً اجرامية مثل الاغتيالات وبعد العملية مباشرة يقبض 10000((عشرة الف ريال سعودي)) واحد هؤلاء المرتزقة قبض30000((ثلاثون الف ريال سعودي)) اي مليونان و400 الف ريال يمني .. انه لا يسوى حتى اظافر او ظفر من اظافر قدمك...