سيرة حياة كبير وزراء حكومة عدن حسن بيومي (رحمة الله عليه) مليئة بالعديد من المفارقات العجيبة, ولكني لست بصدد سردها لكم, إنما أود أن أشير إلى المنزل المتواضع في الصورة بطي المنشور ..
هذا المنزل المكون من دورين والواقع في حافة حسين الشهيرة وبالتحديد الدور الثاني والذي كان عبارة عن غرفتين وداره, هو المنزل الذي ولد وعاش فيه السيد حسن علي بيومي وأخيه الوزير حسين علي بيومي رحمة الله عليهما بينما الدور الأول كان يسكن فيه والديهما وقد كان ملك لهم قبل أن تطاله يد التأميم. وعندما تبوأ حسن بيومي منصب كبير وزراء حكومة عدن سكن في بيت تابع للحكومة في مدينة خورمكسر ويُعاد لها بعد إنتهاء فترة عمله, وبالفعل حصل ذلك عند وفاة البيومي في 24 يونيو 1963م أُعيد المنزل إلى عهدة الحكومة مرة أخرى...!!
في أيامنا هذه لن أتكلم عن الرؤساء أو الوزراء أو حتى المسئولين الكبار ولكن أصغر مدير في بلدنا يملك الفلل والشقق الفارهة ليس داخل البلد فحسب, وإنما في خارجها أيضاً من الأموال التي قام بنهبها وكأنها أموال أهله.
اليوم مع المناصب تُعطى للمسئولين السيارات أخر موديل وقطع الآراضي والعلاوات بالالآف الدولارات وما خفي كان أعظم .. البيومي مات وعليه آخر فاتورة كهرباء وتلفون لم تدفعهما أسرته نتيجة لإنشغالها بموته فقامت إدارتي التلفون والكهرباء بفصل الخط والتيار على بيته, بينما اليوم هناك العديد من الشركات الخاصة التي يمتلكها الناهبون والمتنفذون عليهم فواتير بالملايين لم يدفعوها ولا يتجرأ أحد بفصل التيار عليهم...!!
رحمة الله عليك يا حسن بيومي وعلى الشرفاء من أبناء عدن الذين رحلوا عن دنيانا وهم لايملكون من فُتات الأرض شيئاً...!!
*- بلال غلام حسين