جيش النخبة الجنوبي والانتشار على التراب الجنوبي

2016-12-04 08:37

 

يوم الجمعة الثاني من ديسمبر ٢٠١٦م أعتبره من الأيام الفارقة في تاريخ محافظة شبوة والجنوب العربي بشكل عام .

انه يوم مشهود لارتباطه بحدث تاريخي سيضل محفورا في ذاكرة الجيل الحالي وما تتبعه من أجيال كونه يحمل مضامين وطنية وبشائر مستقبلية سارة لكل مواطن جنوبي عربي ناضل وكافح وتعذب وعاش طويلا حالما برؤية إنبعاث روح الحياة الجنوبية الحقيقية في خلايا ومفاصل الجسد الجنوبي الذي تعرض للاغتصاب والتنكيل والتنويم الاجباري على شوك الاحتلال الهمجي.

 

يوم منذ ساعات صباحه الأولى شهد عودة المئات من شباب الجنوب من معسكرات التدريب في صحراء حضرموت الى مواقعهم في منطقة ساحل شبوة بمديرية رضوم بعد فترة تدريب عسكري علمي شاق خاضوها على مدى ثلاثة شهور تقريبا تلقو خلالها الكثير من التعاليم والمعارف العسكرية الحديثة على أيدي خبراء ومدربين عسكريين كبار من الاشقاء من دول التحالف العربي وبالاخص دولة الامارات العربية المتحدة .

نعم لقد بادرت امارات الخير بالاخذ بايدي هولا المئات من شباب المقاومة الجنوبية ببالحاف وتزويدهم بماينقصهم من معارف عسكرية وتأهيلهم التأهيل الكافي الذي يمكنهم من انجاز مهامهم في حفظ الأمن وبسط الامان في منطقتهم وتسليحهم بما يساعدهم على انجاح تلك المهام الأمنية المناطة بهم .

 

فاليوم عاد شباب مقاومة بالحاف الذين بالامس القريب تطوعوا بتحمل مسئولية حماية موقع بالحاف الغازي دونما طلب أو توجيه من أحد بل بطلب من ضمائرهم وتوجيه من وطنيتهم ومصلحة منطقتهم .

بالامس القريب جدا تطوع هولا باسلحتهم الشخصية وذخائرهم وصرفو على أنفسهم من حر مالهم على مدى اربعة شهور تقريبا قبل أن يتم اعتماد اي موازنة مالية متحملون العناء مفترشون رمضاء الارض الساحلية الحاره ملتحفون السماء ولهبها الحارق واقفون بشموخ على بوابات بالحاف واسفلت النقاط الأمنية الممتدة على طول الطريق الساحلي المؤدي من والى بالحاف فهاهم اليوم يعودون اليها كجيش جنوبي نظامي محملا بالمعرفة والسلاح.

 

زهاء خمسمائة شاب من أبناء مديرية رضوم انتشرو صبيحة الجمعة في منطقة ساحل شبوة متمركزون في النقاط الأمنية ابتدأ من منطقة الخبية شرقا حتى نقطة بافخسوس في منطقة النشيمة غربا (٦٠كم) تقريبا مشكلون طوقا أمنيا حاميا للمنطقة التي تعد الاكثر أهمية جغرافيا واقتصاديا وأمنيا.

 

ومبعث فرحة المرء برؤيته لمشهد انتشار تلك الدفعة يتمثل في عودته للماضي القريب وايقاف شريط ذاكرته عند العامين السابقين بغية مشاهدة واقع المنطقة ابان تلك الفترة فهناء كان لوائين عسكريين قوامهما يزيد عن العشرة الف ضابط وصف وجندي ومئات الدبابات والمدرعات والمدافع والاطقم المسلحة وغيره من الاسلحة بمختلف انواعها واحجامها.

هنا كان ضباط وافراد وحتى سائقي اطقم يفحطون ويعربدون ويدهسون الاطفال والكبار من سكان المنطقة والاغنام والماشية بعجلات المركبات وجنازير الدبابات.

 

هنا كانت نقاط الجيش تستفز أبناء الجنوب وتبتزهم وتعتقل منهم من تشاء بحسب مزاجية هذا الضابط او ذاك الجندي.

وهنا اقتحمت دبابات الجيش اليمني مخيم الاعتصام السلمي واطلقت النار بعشوائية مفرطة من بنادق الافراد وفوهات المصفحات والدبابات والاطقم على المعتصمين سلميا المطالبين بفرص عمل وخدمات من شركة الغاز لمناطقهم وهناء أستشهاد بنيران ذلك الجيش الشهيدين علي محمد باداس(الخطاف) ومحمد سالم الكربي(العظمي).

 

وهنا يوجد الفارق بين الامس واليوم فهاهي الارض التي كانت قبل عامين فقط بايدي الغرباء تقع اليوم تحت ايدي ابنائها.

ونشر تلك القوة العسكرية في منطقة الساحل بمديرية رضوم تعد الدفعة الاولى من أصل دفعات عدة سيتم تخرجها قريبا ومن ثم نشرها في مديريات ميفعه والروضة وحبان والطلح ودهر وعرماء وجردان بما يعني تغطية مايساوي زهاء ٦٠℅ من اجمالي مساحة محافظة شبوة التي تقع عاصمتها ومجمل باقي مديرياتها تحت ايدي المقاومة الجنوبية والجيش الوطني وجهاز الشرطة في المحافظة ولم يتبقى سوى المديريات الشمالية الغربية الثلاث (عسيلان، بيحان ، عين) التي يخوض أبنائها من قوى المقاومة الجنوبية والجيش الوطني حربا ضروس ضد القوات والمليشيات اليمنية الغازية التابعة للمخلوع المنتحر علي صالح والطفل الايراني المغامر عبدالملك الحوثي.

 

الخلاصة اهلا بافراد النخبة الجنوبية لحماية ارض مديرية رضوم الجنوبية وشكرا لقيادة مقاومة بالحاف التي عملت ودعمت مشروع تدريب وتأهيل كوادرها وشكرا لقيادة المنطقة العسكرية الثانية وشكرا لقيادة التحالف العربي في محافظة حضرموت والف شكر لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة رئيسا وقيادة وحكومة وشعب.