عن النخبة في الجنوب ودورها المفقود

2016-11-30 09:56

 

مما يدعو للسخرية أن يقول إعلام العدو أن حكومة حبتور مثلت المؤتمر والحوثيين و(الحراك الجنوبي) بشكل كبير ، لكن  ولم لا؟ فكل من أراد من الجنوبيين الاشتراك في تمثيلية شمالية قال انا ممثل الحراك.

حصل هذا من قبل كثيرا، وسيحصل من بعد، طالما أن الشعب الجنوبي لم يستطع أن يبلور حاملا سياسيا واضحا وبينا يستطيع أن يقوم بتكاليف القضية ويمثلها بعد أن يتخلص من التسمية السمجة (الحراك الجنوبي) ويستبدلها بما يناسب أعظم ثورة في العصر الحديث قام بها الجنوبيون كشعب بكل جدارة وصمود واستبسال وحافظ على زخمها وهدفها لعشر سنوات قد تنهك اي شعب آخر .

 

لا أقول هنا أن المشكلة في جوهرها تكمن في المسمى بحد ذاته بقدر ما أريد أن ابين أن استمرار هذا المسمى الذي لايتناسب مع حجم ثورتنا هذا الاستمرار يعكس واقعا مريرا لاتزال النخب الجنوبية تتخبط فيه دون أن تكون لها مساهمة فاعلة في مواكبة أداء الشارع الجنوبي الذي تخطى كل الحواجز بوثبات عداء ماهر لإيجارى  .

 

أقول هذا وانا أدرك الكثير من المعوقات وخفايا  ودهاليز مايجري .وحجم التحديات التي مر بها هذا المولود المخلص الموسوم بالثورة الجنوبية والذي أصبح اليوم شابا فتيا ينتظر الرأي والهدى والارشاد من كبارات المجتمع ونخبه الغارقة في تداول أخبار الجروبات والمواقع بدلا عن ان تمد يدها لتأخذ بيد ثورة شعبها فتجسدها حاضرا ومستقبلا مشرقا يسير على هدى وطريق معلوم فتكون صانعة للتغيير لا تابعة تلهث وراء مايحدث بكل مافيه وكأنها فئة مشلولة لاحول لها ولاقوة.

المسؤلية كبيرة كما كانت ولكنها اليوم أكبر أمام كل من يصح أن نطلق عليهم صفة النخبة والتي بدأ كثيرون يشكون في وجودها اصلا .

 

فلو انها. موجودة لكانت فاعلة كما يقول البعض ممن يئسوا  من إمكانية وجود حياة لدى أولئك الذين يتجاهلون أن على مثقفي اي مجتمع ونخبه حق يجب أن يؤدوه لمجتمعهم رغم كل الصعوبات والمعوقات والمؤامرات التي يجب أن يتغلبوا عليها والا لما استحقوا  صفة النخبة

وأمامهم مثال حي في شعبهم الذي تجاوز كل العقبات حتى أدى ماعليه بشكل أقل مايقال عنه أنه رائع.

ولو أن تلك الفئة المرجوة واكبت الفعل الثوري الشعبوي أو حتى لاحقته أو حاولت لكان الواقع مختلفا اليوم. لكنها نومة أهل الكهف التي نأمل أن سنينها  قد قاربت على النهاية وان تكون الاستيقاظة  قريبة .

الخلاصة أن الجنوب اليوم فاقد لأحد جناحيه المتمثل بالنخبة ودورها المأمول في رسم معالم الطريق نحو المستقبل ولكن الفرصة والقدرة في رأيي لاتزالان موجودتين  أن استفاق أهل الكهف وهم كثر لكنهم يحتاجون إلى تفعيل أنفسهم لياخذوا مكانهم في قيادة دفة هذا الوطن الجريح الابي الذي قدم كل مايستطيع وصنع ثورة سوف يسطرها التاريخ في انصع صفحاته كما يقال ولو أنني اشك ان في كتاب التاريخ المعاصر يمتلك صفحات بهذا الوصف وهو حتى اليوم يتجاهل شعبا عظيما كهذا الشعب الجنوبي الحر تبعا لما يفعله الإعلام الكسيح