لا تعبثوا بالجنوب مجددا

تعالت خلال الايام الماضية ولا تزال ، اصوات تحذر من الاصفاف المناطقي نتيجة لحوادث هامشية حدثت هنا و هناك....وحقيقة الامر ان هناك قوى سياسية يمنية تعمل ليل نهار على تغذية هذه الاشاعات لشق الصف الجنوبي.

حتى على مدى تاريخ الجنوب الحديث وخصوصا بعد الاستقلال الوطني فقد كانت الاصطفافات على اساس التوجهات والايديلوجيا بغض النظر عن خطأها ام صوابها بالنسبة للفريقين المتنازعين...الا ان ما كان يجمعهم ان كل فريق كان يدعي انه يحمل الافضل للشعب،وفي اطار تلك الصراعات كانت بعض الرموز تستدعي في بعض الاحيان القبيلة والمنطقة لحسم الخلافات ...الا ان الاساس كان واحدا في كل الصراعات.الوحيد الرئيس قحطان الشعبي الذي لم يستدعي لا المنطقة ولا القبيلة في مواجة خصومه وفضل تقديم استقالته حقنا للدماء.

لذلك فان ما نلمسة اليوم من صراع في الجنوب...هو صراع بين فريقين قائما على اساس المصالح الاقتصادية والسياسية البحتة.

فريق كبير وهو الاكثر عددا من ابناء شعب الجنوب ينشدون استعادة دولتهم المغتصبة ويجدون ان مصالحهم سوف تتحقق في اطارها لاسيما وهم يتذكرون بشغف وهوى دولتهم قبل الوحدة برغم ما شابها من تشوهات الا انها حققت لهم قدرا كبيرا من الانجازات والايجابيات لا سيما في نظام العدالة الاجتماعية...مع رغبتهم الاكيدة على تصحيح الاختلالات والتشهوات التي رافقت دولتهم السابقة وخصوصا في مجالات التعددية السياسية والاقتصادية وضمان الحريات الشخصية والتداول السلمي للسلطة...وهي توجهات تنطلق اساسا من المصالح المادية لهذا الفريق الواسع.الا ان هذا الفريق يشعر بالضعف واليتم في الوقت الراهن فبعد وفاة ابويه لم يهتدي الاخوة الكبار على الطريق السليم والاساليب والادوات والتحالفات المطلوبة لتحقيق اهدافهم.

بينما الفريق الاخر وهو الاقل من حيث العدد يرى مصالحة في مشروع الدولة الاتحادية من ستة اقاليم ...وهو فريق  تربى في المدرسة اليمنية الفاسدة التي تجد حياتها وديمومة بقائها في اطار الدولة اللاقانونية...دولة الاضطهاد والاستبداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي...الا ان هذا الفريق يستمد قوته من تاييد اقليمي ودولي..

وهو تاييد منطقي لنهج اقليمي ودولي يرى خطورة في بناء دول مدنية وديمقراطية حقيقية قائمة على اسس من العدالة الاجتماعية ومرجعيات ومناهج تضمن لها التطور والتنمية الحقيقية والنمو.

لذلك...فالاصطفاف قائم على اساس المصالح ايها السادة...

فليكف اعداء الدولة الجنوبية المستقلة عن ترهيبنا وتخوفينا بمثل تلك الشائعات.

الله اكبر

والشعب اقوى

ابو الشهيد

محمد مصعبين