الثلاثون من نوفمبر 1967م عيد الاستقلال وجلاء الاستعمار البريطاني عن الجنوب العربي الذي مكث فيه ما يقارب ال130 عاما حيث شيد المرافق الحيوية وجعل من الجنوب البلد المتحضر والمتقدم في منطقة الخليج والجزيرة العربية سياسيا وتجاريا من خلال ميناء عالمي يضاهي ميناء نيويورك الامريكي ومطار لا تفارقه حركة كل شركات الطيران العالمية والعربية والخليجية دقيقة واحدة وارسى قواعد الامن والاستقرار في منطقة أهميتها الإستراتيجية في المعادلة من اهم المناطق حساسية عسكريا وامنيا لانها تربط العالم شرقا وغربا وبنا مصفاة تكرير للمشتقات النفطية الاول من نوعه في المنطقة واوجد قاعدة إدارية فريدة التنظيم والترتيب في عدن وأحترم حقوق الإنسان وبما تمليه أنظمة وقوانين المنظمات الدولية وأحترم دور العبادات ووفر وسائل تعليم متطورة ومتقدمة وجعل المواطن يعيش حياة اطمئنان شاملة وكاملة ، للاسف الشديد اننا لم نكن على مستوى هذه المسئولية بل أضعنا مستقبلا باهر كان سوف يضعنا مليون مرة في ميزان الدول الاكثر تقدما وازدهارا وتطورا لكن بما اننا قد فشلنا في إدارة أرضنا بعد خروج المستعمر وأصبح الخذلان والتقاعس والتعصب الأعمى والقفز من فوق بعضنا البعض وسيلتنا الأساسية في تعاملنا مع قضايانا المصيرية وهربونا الى الامام وتعليقنا كل أخطائنا على شماعة غيرنا وصنفنا انفسنا بما يشتهيه أعداء الجنوب .
لقد حملنا الاستعمار البريطاني من الكذب والدجل والتدليس ما لا يطيق او يرتكب وقلنا بالفم المليان ان ميناء عدن يصرف على الشعب البريطاني وان الاستعمار نهب ثروتنا في الجنوب وان الاستعمار العفن همشنا وأقصانا ووضعنا في سجن كبير وحرمنا من كل حقوقنا المشروعة وكلنا التهم وكل السلبيات التي مارسوها الرفاق وارتكبوا أفظع الجرائم في حق شعبنا الجنوبي ارضا وانسانا تحت شعارات رنانة كاذبة وباسم ثورة أكتوبر التي لم تشم طعم حلاوة الاستقلال القيادة السياسية وال 30 من نوفمبر 1967م اليتيمة التي أصبحت ذكرى على ناصية التاريخ فقط !!،،، هذه هي حقيقة وعصر حضارة شهدها الجنوب العربي ايام الاستعمار البريطاني العفن اليوم لازلنا نتمشدق ولازلنا نتكلم عن المؤامرات والدسائس ونلقيها على عاتق بريطانيا العظمى متناسيين ما حصل وحدث للجنوب وشعبه وثروته وارضه من انتهاكات قادوها الرفاق الذين حكموا الجنوب مايقارب ال 30 عاما تحت القبضة الحديدية وسلموا الجنوب للاستعمار الروسي خلال هذه الفترة العقيمة التي قضت على كل المنشئات الحيوية وأهمها ميناء عدن الحر الذي لو استعمل بطريقة علمية صحيحة كان اليوم الرافد الأساسي للاقتصاد في الجنوب لكن في الاخير سلموا الرفاق للخبير العفاشي الجمل بما حمل دون احم ولا دستور كما اشاروا الأخوة المصريون في هذه المقولة المشهورة ،ً مقابل لاشى هنا انكشفت طلاسم السحر واتضح الامر ان بريطانيا والاستعمار كان هو الارحم بشعب الجنوب وكان عامل الوقت حينها هو المطلوب.
الان الجنوب بدون تلفزيون ولا إذاعة ولا ثقافة ولا نسيج اجتماعي مترابط ولا امن ولا دولة ولا حكومة ولا راتب لموظفيه هذه هي نتائج التصرفات الهوجاء والعوجاء للاسف ، فكيف لنا ان نكرر الأخطاء وبنفس الالية القديمة ومع الرموز الفاشلة من كهول المراحل الماضية والكئيبة ونحتفل كذبا وزورا وتدليسا باستقلال رموزه وقادته تحت الثراء او منهم مهجرين شتاتا في بقاع الارض اومنهم من يرقد على سرير المرض يعاني ألامه وأوجاعه دون ان يلتفت اليهم احد هل هذه هي مبادئ واهداف الثورة التي هؤلاء قد غلطوا عندما أرادوا الإعداد لها والمشاركة فيها على امل تغيير الواقع الى الافضل ،، فكيف يتم الخروج من هذه الأزمة المستعصية والتي اوجدناها بأيدينا كيف لنا ان نتخلص من تركات الماضي والحاضر وكيف نجعل من الجنوب الدولة النموذجية في المنطقة لما تحتويه من ثروات تحت الارض وفوقها وفي بحارها ورقي شعبها ، الا يلزم هنا من ترجيح صوت المنطق والعقل الا من تفكير يعيد الأمور الى نصابها،، ومن العمل على إحداث نقلة تغيير نوعية واسعة تعكس مايدور من تجاوزات وإرهاصات وتقلصات وبذل جهود مثمرة تعمل باسلوب جديد متمدن ومتحضر للخروج من المشكلة وإخفاء مظاهر الزيف والنهب لمقدرات الجنوب الحقوقية والسياسية وان يصلوا هؤلاء العجايز والكهول الى مستوى العقل والمنطق والأخلاق والقيم الإنسانية وان يتنازلوا لبعضهم البعض برغم انهم جميعا كروت محرقة نأمل ان يحصل هذا حتى ولو تطلب الامر العودة الى ما قبل 1967م ويا فهيهم افهم ¿¿ ،، ومختصر الكلام ما قل ودل .