يا خلق الله رأيت عبدالله الجعدني في عيني هشام باشراحيل

2016-11-28 06:49

 

نعم هو الشهيد هشام لأنه واجه شتى صنوف العسف والعدوان على منزله وصحيفته واحتجازه بعد العدوان على مبنى وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل مساء الثلاثاء 5 يناير 2010م، وسبق ان تناولت سيرة هشام في عدة مقالات.

لماذا رأيت الاخ عبدالله الجعدني في عيني هشام باشراحيل، لأن هناك قواسم مشتركة بينهما جعلت الجعدني في عينيه، لأن هشام واجه ظلماً في شتى صوره واشكاله، وكذلك عبدالله الجعدني الذي واجه عدواناً على حقوقه تمثل في معاشه لحوالي عام، والرجل رب اسرة كبيرة يعيش معها في خورمكسر.

هشام واجه قهراً استعاذ منه رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه، الى جانب غلبة الدين وقهر الرجال، وغلبة الدين اكتوى بها عبدالله الجعدني، الذي لم يجد انصافاً لا من صنعاء ولا من عدن، مسئولو الجيش في صنعاء قالوا له: عبدربه بيعطيك راتبك، ومسئولو الجيش في عدن قالوا له راتبك في صنعاء ولا شيء لك في عدن.

 

هشام باشراحيل وعبدالله الجعدني يربطهما قاسم مشترك اخر وهو الرجولة في قسمات وجهيهما وشرر عينيهما جلست الى جانب هشام وسمعت زفراته وهمسات كلماته وهو يشكو حاله لرب العباد.. انه رحمه الله كريم في مواجهة خصم لئيم.. انه رفيع في مواجهة وضيع.

اما الاخ عبدالله الجعدني الذي تعرفت عليه لأول مرة في شهر اكتوبر الماضي عندما زارني في منتدانا وعرض قضيته مع عدد من اصحابه.. قضية حقوق راتب متقطع لحوالي عام، وكتبت موضوعاً عن قضيتهم (عدن الغد) في الشهر الماضي. لم تنقطع رسائل هذا الرجل الشجاع الذي طاله الظلم مع اخرين من بلدياته من مدينة لودر الباسلة.. رسائل بعضها تحمل دعاء طيباً لي ورسائل اخرى تحمل معاناته ومنها رسالته يوم 12 نوفمبر 2016م جاء فيها: «الأخ نجيب لا راتب لنا من صنعاء ولا من عدن.. كلنا منذ سنة.

ايش نعطي اسرنا لمن نشتكي بعد الله سبحانه وتعالى ايش هذا الظلم؟.. عليك يا الله بمن ظلمنا!».

 

وجاء ردي:

سيجعل الله من عسرك يسراً ان شاء الله.

ورسالة اخرى في 16 نوفمبر 2016م: «الى متى صبرنا يا اخ نجيب .. متنا من الجوع نحن واسرنا سنة ونحن بدون معاشات.. لا من صنعاء ولا من عدن».

وجاء ردي: ارى عبدالله الجعدني في عيني هشام باشراحيل الذي مات كمداً. اكتفي بهذا القدر من الرسائل الواردة من الاخ عبدالله الجعدني، شريك هشام باشراحيل في مواجهة الظلم والظالمين من عرابدة سنحان ومران، واقول للاخ الجعدني لو افترضنا ان حقوقك من الراتب خلال الفترة بلغت (800) الف ريال وهذا الرقم الكبير يحصل عليه مرتزق جنوبي من فوق دراجة نارية او كورولا او هايلوكس مقابل اغتيال جنوبي..

تصور يا اخ جعدني وليتصور معك كل جنوبي انك تتضور انت وافراد اسرتك مدة عام، وبلغ اجمالي مستحقاتك ما يزيد على (800) الف ريال، ويحصل هذا او ذاك المرتزق الجنوبي على (800) مقابل عملية اغتيال واحدة، واخر شهيد جنوبي سقط برصاص عصابات علي عبدالله صالح كان الشهيد العقيد عبدالرحيم علي عبدالله الصماحي الضالعي بجانب منزله يوم الثلاثاء الماضي بحي عبدالعزيز عبدالولي، وكان الى جانبه اثنان من اطفاله اللذين صعقا وهما يريان والدهما مضرجاً بالدم، وهو يلفظ انفاسه الاخيرة. حاشاك اخي عبدالله ان تلجأ لهذا الفريق الرخيص والعفن في الارتزاق..

حقك ستناله، وجاهزون لرفدك بالتبرعات.