المناطقية المقيتة داء خبيث وخطير يتهدد اليوم واكثر من اي وقت مضى وحدة وتلاحم أبناء الجنوب ومنجز تصالحهم وتسامحهم العظيم الذي تعمد بأنهار من دماء امتزجت في ملاحم تحرير الجنوب من المليشيات "الحوعفاشية" مثلما تعمد بمليونيات حاشده تلاحمت فيها الاصوات الداعية لرص الصفوف ونسيان الماضي وتضميد جراحاته والنظر الى المستقبل وما يتطلب من توحيد لكل الجهود والطاقات الجنوبية.
بيد ان هناك اليوم من لايزال يحن للماضي ويعمد لاستجراره ونكئ جراحاته ويصب الزيت في نيران الفتنة المناطقية المقيتة وفي مسلكيات لا تخدم القضية الجنوبية والمصالح الوطنية العليا للجنوبيين فليتنبه احرار الجنوب ومناضليه الشرفاء لكل ما يحاك ضد وطنهم وقضيتهم العادلة.. فالفوضى والعبثية للأسف اجتاحت اليوم كل مفاصل حياتنا واضحت اللامبالاة والهمجية عناوين مخيفه في منظومة حياتنا.
بيد ان الانكأ من ذلك هو ملشنة الجهات الرسمية وان تطفوا على السطح ممارسات عبثيه وصادمه لا تستقيم البته مع لغة العقل ومع المبادئ السامية والعظيمة لتصالحنا وتسامحنا(كجنوبيين)اكتوينا كثيرا بنيران الحقد والكراهية التي احرقت كل شيىء ودمرت نسيجنا الاجتماعي الجنوبي ولسنوات عضال لم ولن نجني منها غير المآتم والمآسي والاحزان ومع كل ضروب المعاناة التي عصفت بنا لأكثر من ربع قرن مضى فان السؤال الملح والذي يطرح نفسه وبقوه هو هل نستفيد من كل ما حصل لنا ونستفيق من سباتنا وفوضويتنا غير الخلاقة والتي ستؤثر وبلا شك على سلامة ووحدة بنياننا الوطني وستؤخر كثيرا بزوغ شموس فجرنا المنتظر وحلمنا بحياة افضل وغد مشرق؟
*- كتبه : علي محمود صالح