يقول المثل المصري "اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب" ينطبق هذا المثل في رايي حرفيا على عمل وتصريحات وتوجيهات وفرمانات السيد رئيس حكومتنا. لكن كيف ذلك؟
تعالوا معي ندقق في الامر .
قبل اشهر ادلى السيد رئيس الحكومة بتصريح تضمن توجيها هاما ومفرحا في آن، يشير الى اهتمام مفاجئ وقوي بعائلات واسر الشهداء، والخبر بالمانشيت العريض جاء كالتالي : رئيس الوزراء يوجه ببناء شقق لكافة اسر وعائلات الشهداء.
الله اكبر .. الله اكبر ، اخيييرا نطق ابو الهول، فرحنا وفرح الشعب وهلل الشهداء في قبورهم، وكصحفيين اردنا ان نتتبع التفاصيل وبعد بحث وتمحيص وتواصل واتصالات كانت التفاصيل اشبه بصفعة قويه، ففي التفاصيل ان رئيس الوزراء بالفعل امر بالمشروع لكن ، وماادراك ما لكن!
فالاخ رئيس الوزراء وجه توجيهاته الى الهيئة العامة لاراضي وعقارات الدولة ، الى هنا والخبر تمام لكن ماذا بعد؟
التوجيه تضمن توجيها في داخله يامر الهيئة بالبحث عن تمويل للمشروع.
مامعني ذلك ؟ معناه كما يقول مثل آخر :"كانك يابو زيد ماغزيت" فلو كانت الهيئة المسكينة قادرة على ايجاد تمويل لكانت وجدته لشراء شويل لها بدلا عن ذلك الذي باعه حراسها عقب الحرب.
بعد ذلك بفترة سمعنا عن توجيه جديد، هذه المرة في موضوع يلامس مشاعر واحتياجات الغلابة، وهو الكهرباء ، اذ وجه دولة رئيس الوزراء بانشاء محطة بقدرة 150ميجا في عدن، ليبدو ان التوجيه رافقه توجيه اخر يقضي بالسماح للمؤسسة العامة للكهرباء بالبحث عن تمويل ايضا.
وهو الامر الذي يعني ان مجمل التوجيهات هي مجرد سماحات من سماحته بهذه المشروعات وغيرها، فهل كنا نتتظر طوال هذه السنين ان تاتي حكومة لتسمح لنا بالاكل والشرب والسير في الطرقات واستشاق الهواء ؟
الجديد في موضوع السماحات وآليات السماح والمسموحات ان الحكومة التي اعلنت عن تخصيص 25 مليون دولار لانشاء محطة مساعدة في حضرموت، علما ان هذه المساهمة السخية جاءات بحسب اتفاق قضى بان تبيع الحكومة نفط حضرموت على ان تساهم بهذا المبلغ في المشروع المذكور .
ماذا حصل بعد ذلك ؟
طلع الموضوع "فنكوش" كالعادة وباعت الحكومة مليوني برميل لشركة صينية دون ان تدفع ماتعهدت به لحضرموت ودون ان تعطي المحافظات المحررة جزء من المليارات التي جنتها عن الصفقة كمساهمة في حل ازمات المشتقات والكهرباء التي تعصف بهذه المحافظات او حتى تدفع جزء منها لرواتب المتقاعدين والموظفين الذين يتضورون جوعا واطفالهم وعائلاتهم دون ان تحرك حكومة كوكب معاشيق ساكنا ، وهي تبيع البراميل وتجني دولارات لا يعلم احد اين تذهب الا اعضاؤها والراسخون في تعاملاتها .
لانكرة الحكومة ولانحبها ايضا كما لانتجنى عليها لكننا نريدها ان تتقرب من الشعب لا ان تبيعه الوهم ، ان تحس بالمعاناة لا ان تتاجر بها والسلام .