اليوم عندنا خبارة جديدة بخصوص ملف التلوث البيئي الذي ظلت حضرموت تعاني منه وخصوصا أبناء مناطق الامتياز التي تظهر على أجسادهم وأجساد بهائمهم أمراض غريبة لم تكن تعرف من قبل .
مئات الحالات السرطانية التي تم رصدها غير الأمراض الأخرى والضرر الذي تسببته عمليات التنقيب والاحتراق على الأرض والبيئة والمياه الجوفية والتي ستتطلب منا عشرات السنين لمعالجتها ..
وصلتنا معلومات في هذه الأيام عن تسلم شركة بترومسيلة القطاعين 43 و 32 التابعة لشركة DNO .. وقد وقعت الشركتين على اتفاقيات سرية بالتنسيق مع وزارة النفط لم تطلع عليها المحافظة ولا حلف قبائل حضرموت .. تتضمن الاتفاقيات تعهد بترومسيلة بالمسؤولية عن الأضرار البيئية التي لا تعرف حتى حجمها مقابل مبلغ ضخم .
تسلمت شركة بترومسيلة القطاعين ومن قبلها قطاعات أخرى تابعة لشركات أخرى من دون الإجراءات القانونية التي تخلي مسؤوليتها عن أي أضرار بيئية تسببت بها هذه الشركات ، ((مثل أن تكون هناك شركة بيئية محايدة متخصصة لتقييم الأثر البيئي ومعرفة كلفة الإصلاح ومعالجة الأضرار وبالذات تحت الأرض)) .
مما يعني أن شركة بترومسيلة ستكون المسؤول الأول أمام أي دعوى قضائية يرفعها أبناء حضرموت للمطالبة بتعويضات تجبر الشركة على إصلاح ما خلفته غيرها من الشركات من كوارث بيئية يندى لها الجبين .
وطبعا غالب أرض حضرموت متضررة .. عبر دفع الرياح للدخان والسيول لمستنقعات المخلفات النفطية .. مثل كارثة السيل الأسود عام 2008 التي وصلت أضرارها إلى مدينة شبام التاريخية .
أناشد الشيخ عمرو بن حبريش بصفته رئيس حلف قبائل حضرموت وأحد الغيورين على هذه الأرض بتكليف فريق قانوني وحقوقي للبدء برفع قضايا تطالب بتعويضات لكل أهالي المناطق المتضررة واجبارها على إصلاح كافة الأضرار البيئية ومعالجة كافة الأمراض التي تظهر على الناس بنفقتها الخاصة .
ونناشد المحافظ الضغط على الشركة ووزارة النفط لكشف العقود التي تمت بين بترومسيلة وبقية القطاعات التي تشرف عليها شركات أجنبية أخرى .
أرضنا ليست لعبة ياهؤلاء .. يكفي أننا صمتنا على فسادهم طيلة الفترة الماضية .. لكن لن نصمت على تربة حضرموت الغالية التي لوثتموها .
محمد بلفقيه